
ندد آلاف المغاربة في وقفات احتجاجية نُظمت عقب صلاة الجمعة في عشرات المدن، باستمرار المجازر التي يقترفها جيش الاحتلال في عموم فلسطين، وفي قطاع غزة خاصة، ورفضاً للتطبيع. وللأسبوع الـ84 على التوالي، عمّت الوقفات الشعبية مختلف مدن المملكة أمام المساجد، بدعوة من "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" (منظمة غير حكومية)، في إطار جمعة "طوفان الأقصى" الـ84 تحت شعار: "وما النصر إِلا من عند الله".
ومن المقرر أن تتواصل هذه الوقفات مساء اليوم بعد صلاتي المغرب والعشاء، وتتوج بوقفة مركزية أمام البرلمان في العاصمة الرباط، دعت إليها "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" تحت شعار: "مع المقاومة ضد جرائم الإبادة الجماعية وضد التطبيع". وقال الكاتب العام للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، محمد الرياحي الإدريسي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن 58 مدينة مغربية أعلنت خروجها اليوم الجمعة في 100 فعالية في جمعة طوفان الأقصى رقم 84.
ومن المدن التي عرفت وقفات احتجاجية بعد صلاة الجمعة، طنجة، الدار البيضاء، مراكش، فاس، الحسيمة، وجدة، أزرو، مكناس، بني ملال، الجديدة، الفقيه بنصالح، شفشاون، بركان، زايو، آزمور، الناظور، سيدي يحيى الغرب، جرسيف، القنيطرة، أبي الجعد وغيرها. إلى ذلك، دان المشاركون، في الوقفات الاحتجاجية، سياسة التجويع الممنهج الذي يمارسه الكيان المحتل في حق المدنيين بغزة، وما يرافق ذلك من قتل أثناء توزيع المساعدات، أو ما بات يُعرف بمصائد الموت، معبرين عن دعمهم لصمود الشعب الفلسطيني، ووقوفهم مع المقاومة.
كذلك، استنكر المحتجون جميع الأشكال التطبيعية مع دولة الاحتلال، والتواطؤ الدولي والتخاذل العربي إزاء ما يقع من جرائم في غزة، ورفعوا خلال الوقفات أمام المساجد، الأعلام الفلسطينية ولافتات تضامنية مع ضحايا العدوان الإسرائيلي، مشددين على مواصلة الاحتجاج في شوارع المغرب، حتى وقف العدوان نهائياً. وبحسب الكاتب العام للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، فإن الفعاليات التضامنية التي تنظم للأسبوع الـ84 على التوالي، تروم تأكيد الدعم والإسناد الشعبي المغربي لمعركة طوفان الأقصى، وعلى أحقية مطالب الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة وكل فلسطين، وعلى رأسها تحقيق الدولة الفلسطينية الموحدة وعاصمتها القدس الشريف.
كما تهدف الفعاليات المنظمة، وفق الإدريسي، إلى تجديد الرفض للمجازر المستمرة في حق المدنيين بغزة وكامل فلسطين، واعتبار ذلك يتنافى مع كل الأعراف والمواثيق الضامنة للحق في العيش الكريم والحرية والعدل والكرامة. وتابع قائلاً: "فعاليات اليوم هي رسالة رفض لما يتعرض له سكان القطاع من تجويع ممنهج، ومحاولات للتهجير القسري، وما يرافق ذلك من قتل أثناء توزيع المساعدات، في ما بات يعرف بمصائد الموت، وكذلك استنكاراً للصمت الدولي الرسمي والدعم الأميركي المباشر للكيان الصهيوني المجرم الذي ما زال يمارس أبشع صور الإجرام والقتل".
وشدد الإدريسي، في ختام حديثه، على أن فعاليات جمعة طوفان الأقصى 84 هي رسالة لتأكيد الرفض الشعبي للتطبيع مع القتلة والمجرمين الملطخة أيديهم بدماء الأطفال والنساء. يشار إلى أن الاحتجاجات المغربية ضد العدوان الإسرائيلي تجددت منذ 18 مارس/ آذار الماضي، وشهدت عشرات المدن فعاليات ميدانية تعبّر عن غضب شعبي واسع. ومنذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، لم تتوقف مظاهر التضامن مع فلسطين، حيث باتت الوقفات والمسيرات شبه يومية في مختلف مناطق المغرب، ويعلو فيها الصوت الشعبي دعماً للمقاومة ورفضاً للتطبيع.

Related News
