
داهمت شرطة مدينة بوينس آيرس مجموعات من جماهير نادي أتلتيكو أول بويز الأرجنتيني بعدما عبّرت عن تضامنها الواسع مع القضية الفلسطينية ورفعت علم فلسطين في الملعب، وذلك استنكاراً لجرائم الإبادة التي يرتكبها الجيش "الإسرائيلي" في قطاع غزة منذ عامين، وكان ذلك خلال المواجهة التي جمعت فريقها بنادي أتلانتا يوم 29 يونيو/حزيران الماضي، ضمن منافسات الجولة الـ20 من بطولة الدوري، إذ تحوّل المدرج إلى مشهد احتجاجي سياسي وإنساني أثار جدلاً واسعاً.
ووفقاً للتفاصيل التي نشرها موقع تي واي سي سبورت الأرجنتيني، أمس الخميس، فقد أمرت نيابة مكافحة التمييز التابعة للنيابة العامة في مدينة بوينس آيرس بتنفيذ عمليات مداهمة استهدفت منازل قريبة من ملعب مالفيناس أرخنتيناس، التابع لفريق أتلتيكو أول بويز، وجاء ذلك على خلفية الأحداث التي شهدتها مواجهة أتلانتا، حين رفع المشجعون نعشاً ملفوفاً بالعلم "الإسرائيلي" في شوارع المدينة، ورددوا هتافات مناهضة لدولة الاحتلال، ولوّحوا بأعلام فلسطين فيما تواصلت الاحتجاجات داخل المدرجات بإطلاق طائرة مسيّرة تحمل العلم الفلسطيني، وهو ما تسبب في إيقاف اللقاء لعدة دقائق.
وأضاف الموقع أن شرطة مدينة بوينس آيرس صادرت خلال العملية علماً لفلسطين، وقناعاً، وعدداً من الملابس التي ارتداها المشجعون أثناء التعبير عن تضامنهم مع القضية الفلسطينية، كما تم حظر دخول شخص إضافي إلى الملاعب لمدة أربع سنوات، ليرتفع عدد المعاقبين إلى 17 شخصاً، وفي الوقت نفسه، فرض الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم عقوبات على النادي، إذ قرّرت لجنة الانضباط التابعة له إقامة جميع مباريات أتلتيكو أول بويز المحلية المقبلة دون جمهور، وذلك بشكل مؤقت لحين انتهاء التحقيقات وتحديد مدى مسؤولية النادي عن تلك الأحداث.
ويبدو أن مظاهر التضامن الجماهيري التي أظهرها مشجعو نادي أتلتيكو أول بويز لم تلقَ قبولاً لدى السلطات الأرجنتينية، إذ جاءت عقوبات الاتحاد لتُضاف إلى قرارات سابقة أصدرتها حكومة مدينة بوينس آيرس، والتي ألزمت النادي بخوض مباراتين على أرضه من دون جمهور، تليها ست مباريات إضافية دون رفع أي أعلام أو استخدام أدوات التشجيع، كما طُلب من إدارة النادي تنفيذ حملة توعوية لمناهضة العنف والتمييز، ما يعكس تصاعداً واضحاً في حدة الإجراءات الرسمية تجاه التعبيرات السياسية في الملاعب.

Related News


