كشف نجم كرة السلة الإسباني، ريكي روبيو (34 عاماً)، في مقابلة تلفزيونية مؤثرة، عن معاناته الطويلة مع الاكتئاب، التي وصلت به إلى لحظات صعبة دفعته للتشكيك في استمراره بالحياة، رغم مسيرة رياضية حافلة بالإنجازات، من التتويج بكأس العالم 2019 مع إسبانيا، إلى خوض تجربة طويلة في دوري السلة الأميركي، امتدت لأكثر من 10 سنوات.

وقال روبيو خلال ظهوره في برنامج مع الصحافي جوردي إيفولي، كشفت تفاصيله أمس الخميس، إن بداية الانهيار النفسي كانت أواخر عام 2021، خلال فترة لعبه مع كليفلاند كافالييرز في الدوري الأميركي، مشيراً إلى أنه شعر بأنه "انكسر تماماً"، ولم يعد قادراً على التعامل مع الهاتف أو التواصل مع الآخرين، رغم إصراره في البداية على أن يعود أقوى. وأضاف: "عدت إلى اللعب، ومررت بكل مراحل التأهيل استعداداً للمونديال، لكن شيئاً بداخلي لم يكن على ما يرام. كنت أنظر إلى المرآة وأقول: هناك أمر خاطئ".

وأكمل حديثه قائلاً "في إحدى الليالي داخل الفندق، فكّرت: لا أريد أن أستمر، لا في كرة السلة، ولا حتى في الحياة. كان لدي عائلة، ولدي طفل، ومع ذلك شعرت في لحظة بأنني لا أحتمل. يمكنني أن أفهم الناس الذين ينهارون، حتى من يعيشون لحظات مجد. هناك لحظة يصبح فيها كل شيء ثقيلاً جداً". وتوقف روبيو عن اللعب خلال مونديال 2023، من أجل الاعتناء بصحته النفسية، ومنذ ذلك الحين لم يشارك في أي مباراة رسمية، سواء مع منتخب إسبانيا أو ناديه السابق برشلونة.

وتحدّث نجم البرسا السابق عن بداياته المبكرة، حيث دخل عالم الاحتراف في سن 14 عاماً و11 شهراً فقط مع نادي يوفينتوت عام 2005، قائلاً: "لم أعش مراهقتي. لا أندم على ما عشته، لكنني كنت أتمنى لو استمتعت أكثر بتلك المرحلة. لم أكن أملك عطلات نهاية أسبوع منذ سن 14 أو 15". كما اعترف بأن تجربته في دوري السلة الأميركي، رغم أنها كانت "رائعة"، لكنها لم تمنحه السعادة الكاملة: "اللعب في الدوري الأميركي كان تجربة مذهلة، لكن ربما كنت سأكون أكثر سعادة إذا كنت شخصاً عادياً". ويأتي حديث ريكي روبيو في سياق سلسلة متزايدة من الاعترافات لنجوم الرياضة العالميين، حول الضغوط النفسية الخفية التي يواجهها اللاعبون، رغم الشهرة والنجاح، وهو ما يعيد تسليط الضوء على ضرورة دعم الصحة النفسية، في عالم الرياضة الاحترافية.