نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية، في عددها الصادر اليوم الجمعة، ما قالت إنهما وثيقتان مسربتان تكشف إحداهما أن حركة طالبان الأفغانية التي اعترفت موسكو رسميا بحكومتها في الأسبوع الماضي، تترقب تدفقا للجواسيس من روسيا، بينما تقترح الثانية التأكد من صدق نوايا روسيا عبر طلب شراء أسلحة.

وجاء في نص الوثيقة الأولى الصادرة عن المديرية العامة للمخابرات التابعة لـ"طالبان" بتاريخ السابع من يوليو/تموز 2025: "نظرا لاعتراف روسيا بإمارة أفغانستان الإسلامية، فإن عدد السياح الروس الوافدين إلى البلاد ازداد. تدخل هذه المجموعات البلاد بصفة سياح وضمن بعثات ثقافية أو إعلاميين، ولكن لهم أغراضاً استخباراتية".

أما الوثيقة الثانية، فأحالتها وزارة الدفاع بحكومة "طالبان" إلى وزارة الخارجية، وجاء فيها: "بيد أن روسيا اعترفت أخيرا بالإمارة الإسلامية، فستبدأ في المستقبل مرحلة جديدة من التعاون. تحتاج وزارة الدفاع الوطني إلى المعدات العسكرية من هذا البلد والتي تتميز بجودة عالية وكميات كبيرة. من أجل هذا الهدف، نعتزم شراء المعدات المذكورة من روسيا على أساس التفاهم المتبادل، لأنهم قد تعاونوا معنا في بعض المجالات"، دون ذكر أي من هذه المجالات على وجه الدقة.

ونقلت "نيزافيسيمايا غازيتا" عن المصدر الأفغاني الذي سرب هذه الوثيقة اعتقاده أن سباق وزارة دفاع "طالبان" مع الزمن لشراء الأسلحة الروسية يشكل بالدرجة الأولى اختبارا لصدق نوايا موسكو. وقال المصدر: "تريد طالبان أن تثبت روسيا بأفعالها استعدادها للدفع بالتعاون الأمني، وستطالب الكرملين بتوريد كميات كبيرة من المعدات العسكرية والأسلحة والذخيرة خلال فترة وجيزة دون النظر إلى احتياج الجيش الروسي نفسه إلى الأسلحة على الجبهة الأوكرانية. يدل اعتزام طالبان إجراء اختبار لمصداقية موسكو على تشكيكها في صدق المبادرات السياسية الروسية".

وكانت روسيا قد اعترفت في الثالث من يوليو/تموز الجاري رسميا بأفغانستان تحت مسمى "إمارة أفغانستان الإسلامية" بقيادة حركة طالبان بالتزامن مع تسلم نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو نسخة من أوراق اعتماد السفير الأفغاني لدى روسيا غل حسن، فيما رفع علم "الإمارة" فوق السفارة الأفغانية بموسكو لأول مرة منذ وصول الحركة إلى سدة الحكم في كابول بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان في عام 2021.

وجاء الاعتراف الرسمي الروسي بـ"إمارة أفغانستان الإسلامية" تتويجا لدفع موسكو بعلاقاتها مع حركة طالبان، إذ قبلت المحكمة العليا الروسية في منتصف إبريل/نيسان الماضي دعوى النيابة العامة الروسية لرفع الحظر عن نشاط "طالبان" مع شطبها من قوائم التنظيمات الإرهابية الروسية. وبذلك شكل قرار شطب "طالبان" من قوائم الإرهاب سابقة في روسيا بعد تعديل قانون "مكافحة الإرهاب" في العام الماضي عبر وضع آلية لشطب التنظيمات من قوائم الإرهاب في حال عدلت عن ممارسته.