
رغم تراجع طلبات إعانة البطالة في الولايات المتحدة للأسبوع الرابع على التوالي، مما قد يشير إلى تماسك سوق العمل، إلا أن الدولار الأميركي ما زال يواجه ضغوطا متعددة قد تدفعه للتصرّف بما هو عملة "مرتبطة بالمخاطر" مجددا، بحسب تحذيرات أطلقتها مجموعة "غولدمان ساكس" العملاقة هذا الأسبوع.
فقد نقلت شبكة بلومبيرغ الخميس، عن مجموعة غولدمان ساكس تحذيرها من أن الدولار الأميركي قد يعود للتصرّف بوصفه عملة عالية المخاطر، متأثرا بعدة عوامل متشابكة، أبرزها: القلق المتزايد من السياسات المالية، خاصة مع تصاعد الجدل حول استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، ثم المخاوف من فرض رسوم جمركية جديدة في ظل التوترات التجارية المتجددة، ورغبة بعض الدول في تنويع احتياطاتها بعيدا عن الأصول الأميركية، في إشارة إلى تراجع الثقة العالمية بالدولار من حيث هو ملاذ آمن.
وأشار محللون إلى أن من أبرز الظواهر اللافتة في 2025 أن الدولار بدأ يضعف في فترات تراجع الأسواق، على عكس نمطه التقليدي بوصفه مصدر استقرار. فقد شهدت الأشهر الأخيرة حالات متكررة تراجع فيها الدولار إلى جانب الأسهم الأميركية والسندات، وهو ما يُنظر إليه مؤشرا خطيرا على تقلّص جاذبية الأصول الأميركية عالمياً. ورغم أن بيانات البطالة تعكس تماسكاً نسبياً في سوق العمل، إلا أن تأثيرها الإيجابي على الدولار يبقى محدوداً في ظل سياق سياسي واقتصادي مضطرب.
وتقول "غولدمان ساكس" إن هذا التناقض بين التحسّن المحلي والتوتر الخارجي هو ما يجعل الدولار أكثر هشاشة أمام التقلبات. لكن إلى أين يتجه الدولار؟ حتى الآن، لا تتوقع غولدمان ساكس أن يفقد الدولار مكانته عملةَ احتياط عالمية، لكنها تؤكد أن "الطريق لن يكون سهلاً"، وأن المستثمرين باتوا أكثر حذرا في التعامل معه، خاصة في ظل مؤشرات متزايدة على أن الثقة بالأصول الأميركية لم تعد كما كانت.
وفي جديد البيانات الصادرة الخميس، عن السلطات الأميركية الرسمية، انخفض عدد طلبات إعانة البطالة الأولية في الأسبوع المنتهي في الخامس من يوليو/تموز الجاري، بمقدار 5000 طلب ليصل إلى 227 ألفاً، وهو أدنى مستوى منذ شهرين، وفق بيانات وزارة العمل، علماً أن هذا الرقم يُعدّ أفضل من توقعات المحللين التي أشارت إلى 235 ألف طلب، بحسب استطلاع سابق كانت قد أجرته "بلومبيرغ" قبل صدور البيانات. وفي هذا الصدد، يقوله المحلل في بلومبيرغ إيكونوميكس، ستيوارت بول: "نستمدّ إشاراتٍ من الارتفاع المستمرّ في طلبات إعانة البطالة مقارنةً بانخفاض طلبات إعانة البطالة الأولية المعدّلة موسميًا في أوائل يوليو".
وفي المقابل، صعد عدد طلبات الإعانة المستمرة ليصل إلى 1.97 مليون، وهو الأعلى منذ أواخر عام 2021، بما يعكس استمرار الصعوبات التي يواجهها العاطلون في العثور على وظائف، رغم تردد الشركات في تسريح موظفيها. كما يشير الانخفاض في المتوسط المتحرّك لأربعة أسابيع إلى 235 ألفاً و500 طلب، وهو الأدنى منذ أواخر مايو/أيار الفائت.

Related News


