
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الاثنين، فرض رسوم جمركية بنسب متفاوتة على مجموعة من الدول، بعد لحظات من إعلان البيت الأبيض تأجيل الموعد النهائي للهدنة التجارية حتى 1 أغسطس/ آب. ونشر ترامب عبر منصة "تروث سوشيال" مجموعة من الخطابات الرسمية الموجهة إلى قادة الدول المستهدفة بالرسوم الجديدة، التي ضمت: ماليزيا، وكازاخستان، وجنوب أفريقيا، ولاوس، وميانمار.
وفي خطابات ترامب إلى قادة هذه الدول، أوضح أن الرسوم الجمركية ستدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من 1 أغسطس/ آب المقبل. واحتوت الخطابات على فقرة ثابتة مفادها أنه في حال رفع أي دولة الرسوم الجمركية على السلع الأميركية، سترد واشنطن بزيادة رسومها بالنسبة نفسها. فعلى سبيل المثال، إذا فرضت إندونيسيا رسومًا بنسبة 10% على السلع الأميركية، فإن الولايات المتحدة ستضيف نسبة 10% إلى الـ32% المقررة، لتصبح 42% في المجمل.
الدول المستهدفة بالرسوم التي أعلنها ترامب:
اليابان: 25%
كوريا الجنوبية: 25%
ماليزيا: 25%
كازاخستان: 25%
جنوب أفريقيا: 30%
لاوس: 40%
ميانمار: 40%
تونس: 25%
البوسنة والهرسك: 30%
إندونيسيا: 32%
بنغلادش: 35%
صربيا: 35%
تايلاند: 36%
كمبوديا: 36%
وتكشف هذه القائمة تنوع العلاقات بين الولايات المتحدة والدول المستهدفة، إذ لا تقتصر على خصوم سياسيين أو اقتصاديين، بل تشمل أيضًا شركاء استراتيجيين تقليديين مثل اليابان وكوريا الجنوبية، إلى جانب دول نامية في آسيا وأفريقيا والبلقان. ويُظهر هذا التنوع أن إدارة ترامب تتعامل بمنطق تجاري بحت يركّز على العجز التجاري وتوطين الصناعات، أكثر من الاعتبارات الجيوسياسية التقليدية.
ويجمع بين هذه الدول قاسم مشترك يتمثل بتفوّق صادراتها إلى السوق الأميركية مقارنةً بوارداتها منها، وهو ما تعتبره واشنطن إخلالًا بالتوازن التجاري. وفي بعض الحالات، تسعى الولايات المتحدة أيضًا لفتح أسواق هذه الدول أمام السلع الأميركية، أو الضغط عليها لنقل جزء من صناعاتها إلى الداخل الأميركي، انسجامًا مع شعار ترامب "أميركا أولًا".
وصعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الضغوط التجارية على عدد من شركاء الولايات المتحدة الرئيسيين، إذ أعلن عبر منشورات على "تروث سوشيال" إرسال رسائل إلى قادة اليابان وكوريا الجنوبية يُبلغهم فيها بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات بلادهم إلى الولايات المتحدة، بدءًا من أغسطس/ آب، مع إمكانية التفاوض قبل ذلك الموعد. وبعد ساعات، وجّه ترامب رسائل مماثلة إلى ماليزيا وكازاخستان وجنوب أفريقيا وميانمار ولاوس، أبلغها فيها برسوم جديدة تصل إلى 40%.
في رسالتيه إلى اليابان وكوريا الجنوبية، أعرب ترامب عن استيائه من العجز التجاري بين بلاده وهاتين الدولتين، ودعا إلى تصنيع المزيد من السلع داخل أميركا لتجنّب الرسوم. وهدّد برفع النسبة إلى ما يتجاوز 25% إن ردت الدول المعنية بفرض رسوم انتقامية. وتأتي هذه الخطوة في وقت حرج للأسواق، إذ تراجعت أسهم شركات السيارات اليابانية والكورية بشكل حاد، كذلك انخفضت المؤشرات الأميركية الكبرى، إذ فقد مؤشر داو جونز 667 نقطة. وتضمّنت رسائل ترامب تأكيدًا أن الرسوم قابلة للتعديل "وفقًا لطبيعة العلاقة بين الدول"، فيما أشار إلى أن بعض الرسوم لن تُضاف إلى أخرى قطاعية موجودة مثل رسوم السيارات الحالية، لكنها قد تُطبق بشكل مستقل مستقبلًا.
وفي تطور لاحق، وجّه الرئيس ترامب، الأربعاء، دفعة جديدة من الرسائل إلى 5 شركاء تجاريين، من بينهم 3 دول عربية هي الجزائر وليبيا والعراق، يُعلن فيها فرض رسوم جمركية جديدة تراوح بين 20 و30%. وشملت الرسائل أيضًا الفيليبين وبروناي، في إطار مسعى أميركي لإبرام سلسلة من الاتفاقيات التجارية الأوسع.
وتُعدّ هذه الرسائل امتدادًا للدفعة الأولى التي صدرت الاثنين، والتي لم تختلف كثيرًا في معدلاتها الجمركية عن تلك التي أُعلنَت في إبريل/ نيسان، رغم أن بعض الدول تلقت نسبًا أقل هذه المرة. وكان ترامب قد بدأ بفرض رسوم جمركية بنسبة 10% على معظم الواردات، قبل أن يصعّد تدريجيًا ويعلّق تطبيق الرسوم الأعلى لاحقًا. وكان من المقرر انتهاء فترة تعليق هذه الرسوم في التاسع من يوليو/ تموز، إلا أن البيت الأبيض أعلن تمديد المهلة إلى الأول من أغسطس/ آب، في محاولة لإعطاء الدول المتأثرة مزيدًا من الوقت للتفاوض وتجنّب الإجراءات العقابية.

Related News
