
سقط عدد من القتلى والجرحى، اليوم الخميس، جراء عمليات عنف متواصلة في البلاد، أسفرت أيضاً عن اغتيال عالم الدين والزعيم السياسي المولوي خانزاده، وهو عضو في حزب قومي في شمال غرب باكستان. وتعرض خانزاده لعملية اغتيال في مقاطعة باجور، ما أدى إلى مقتله ومقتل أحد عناصر الشرطة التي كانت ترافقه.
وبخصوص عملية الاغتيال، قال موسى خان، أحد شهود العيان لـ"العربي الجديد"، إن المولوي خانزاده قد تعرّض لهجوم مسلح أثناء إدارته حملة من أجل تحريك القبائل للمشاركة في الاحتجاجات التي سمتها القبائل بحراك أمني يعارض عمليات الجيش الباكستاني في منطقة القبائل، علاوة على السعي من أجل توحيد القبائل لاتخاذ موقف موحد.
وأضاف خان أن عالم الدين، وهو أيضاً زعيم قومي له شعبية كبيرة، قد لقي حتفه على الفور، إذ أصابته حوالي 16 طلقة رشاش، كما قتل أحد أفراد الشرطة التي كانت ترافقه، علاوة على إصابة اثنين من رفاقه.
وعقب قتله حملت القبائل جثمانه للاحتجاج أمام ثكنة عسكرية في مقاطعة باجور، وخلال الاحتجاج وقعت اشتباكات بين المحتجين وبين قوات الجيش، حيث حاولت الأخيرة تفريق المحتجين من خلال إطلاق النار، ولا تزال حالة الغضب تسود في مقاطعة باجور والمقاطعات القبلية الأخرى.
وكان المولوي خانزاده، بالإضافة إلى كونه القيادي البارز في الحزب القومي الوطني البشتوني، وعضو الشورى المركزي فيه، عضواً فعالاً في حركة الحماية عن البشتون. أيضاً خانزاده كان أحد المعارضين لوجود الجيش في منطقة القبائل، علاوة على دعوته للانضمام إلى أفغانستان، واعتباره منطقة القبائل جزءاً من أفغانستان.
من جانبه، قال زعيم الحركة القومية الوطنية البشتونية إيمل ولي خان، في مؤتمر صحافي له، إن الحكومة وأجهزة الدولة قامت بقتل الرجل، لذا هم يسجلون الدعوى ضدهم، معلناً الحداد ثلاثة أيام.
في غضون ذلك، وقعت ثلاث غارات بطائرات بلا طيار اثنان منها نفذها الجيش الباكستاني في منطقة لكي مروت وجنوب وزيرستان، والغارة الثالثة نفذها المسلحون على مركز للشرطة في منطقة لكي مروت أيضاً. ووقعت إحدى الغارات التي نفذها الجيش على منزل قبلي في منطقة لكي مروت، ما أدى إلى مقتل امرأة وإصابة ثلاثة أطفال وشاب، وفق المصادر القبلية. فيما أسفرت الغارة الثانية، وفق بيان للجيش، عن مقتل اثنين من المسلحين من طالبان الباكستانية. فيما لم يشر البيان إلى الغارة الأولى التي أسفرت عن قتل وإصابة المدنيين.
كما أسفرت غارة ثالثة بطائرة بلا طيار نفّذتها طالبان الباكستانية على مركز للشرطة في لكي مروت، عن تدمير جزء من المركز، لكن الشرطة لم تتحدث حتى الآن عن وقوع إصابات وخسائر في الأرواح.
إلى ذلك، قتل ثلاثة أشخاص في مدينة بشاور إثر هجوم نفذه مسلحون، وكان الضحايا رجال الشرطة ذاهبين إلى منازلهم بزي مدني. وأعلن الجيش الباكستاني أن اجتماعاً لقادة الفيالق قد انعقد اليوم في مقر قيادة الجيش، وناقش خططاً وآليات التعامل مع المسلحين.
وذكر بيان لمكتب العلاقات العامة في الجيش الباكستاني أن قائد الجيش المشير عاصم منير قد شدد، في كلمة له، على أن "العمليات الحاسمة لا بد من شنها من أجل القضاء على من يعبث بأمن باكستان"، مؤكداً أنه "آن الأوان لنقوم بالأعمال والعمليات الفاصلة من أجل إحلال الأمن والقضاء على المسلحين الذين يعملون لصالح أجندات أجنبية".
فيما أعلنت الحكومة المحلية في إقليم خيبربختونخوا، شمال غربي باكستان، عقد اجتماع مهم للقادة السياسيين من أجل تبنى سياسة موحدة ضد كل المسلحين. ولم تعلن الحكومة موعد انعقاد الاجتماع، ولكنها أكدت، في بيان، أنه سيكون قريباً جداً.
ويرى مراقبون أن ذلك الاجتماع يأتي ضمن مساعٍ لإزالة العقبات الموجودة في وجه العمليات العسكرية الشاملة، إذ كثير من الأحزاب القومية والدينية تعارض تلك العمليات، كما أن القبائل لا ترضى بها، لذلك فهو محاولة لإتاحة الفرصة لها، وإزالة العقبات الموجودة في وجهها.

Related News

