تباطؤ عقاري في أميركا ونمو صناعي في تركيا وتفاؤل أوروبي حذر
Arab
2 days ago
share

تكشف المؤشرات الاقتصادية الأخيرة الصادرة من الولايات المتحدة وأوروبا وتركيا عن صورة متباينة للاقتصاد العالمي، بين تباطؤ ملحوظ في سوق الإسكان الأميركية، وانتعاش صناعي في تركيا، وتضخم محدود في البرتغال، وارتفاع حذر في أسواق الأسهم الأوروبية.

الركود العقاري الأميركي يتواصل مع ارتفاع الفائدة

في الولايات المتحدة، عاد متوسط سعر الفائدة على قروض التمويل العقاري لأجل 30 عامًا إلى الارتفاع بعد خمسة أسابيع من التراجع، مسجلًا 6.72% خلال الأسبوع الحالي مقارنة بـ6.67% في الأسبوع الماضي، بحسب بيانات مؤسسة فريدي ماك للتمويل العقاري الصادرة، اليوم الخميس. يأتي هذا الارتفاع في وقت حرج، حيث لا تزال السوق العقارية متأثرة بتداعيات رفع الفائدة منذ 2022. كذلك ارتفعت الفائدة على القروض لأجل 15 عامًا، المفضلة لإعادة التمويل، إلى 5.86% مقابل 5.8% في الأسبوع السابق، وفق ما نقلته وكالة "أسوشييتد برس".

هذه الزيادات المتتالية أضافت مئات الدولارات شهريًا إلى كاهل المقترضين، ما قلّص قدرتهم الشرائية وساهم في استمرار ركود مبيعات المساكن. وقد انخفضت هذه المبيعات في 2023 إلى أدنى مستوياتها منذ نحو 30 عامًا، وما زالت ضعيفة في 2025 بسبب استمرار ارتفاع أسعار المنازل والفائدة، حتى وإن كانت وتيرة الارتفاع أبطأ.

البرتغال: تضخم محدود لكنْ عجز تجاري متزايد

في البرتغال، سجّل معدل التضخم السنوي ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 2.4% خلال يونيو، وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء البرتغالي، وهو ما يتماشى مع التقديرات الأولية المنشورة في 30 يونيو/ حزيران. وأشارت وكالة الأنباء الألمانية إلى أن أسعار السلع الطازجة ارتفعت بنسبة 4.7%، بينما تراجعت أسعار الطاقة بنسبة 1.3%، وأسعار الملابس والأحذية بنسبة 1%. أما التضخم الأساسي – الذي يستثني السلع الطازجة والطاقة – فقد بلغ 2.4% أيضًا. وعلى الصعيد الشهري، ارتفعت أسعار المستهلك بنسبة 0.1%، مقارنة بـ0.3% في مايو، بينما بلغ التضخم وفق مؤشر الاتحاد الأوروبي الموحد 2.1% بعد أن كان 1.7% في الشهر السابق.

في المقابل، كشفت بيانات منفصلة عن ارتفاع عجز الميزان التجاري للبرتغال خلال مايو/ أيار إلى 3.22 مليارات يورو، مقارنة بـ2.28 مليار يورو في مايو/ أيار 2024، ما يسلط الضوء على تحديات واضحة في الميزان الخارجي.

تركيا: نمو صناعي هو الأقوى منذ ديسمبر 2024

على الجانب الآخر من القارة، أعلنت هيئة الإحصاء التركية، اليوم الخميس، أن الناتج الصناعي في تركيا ارتفع بنسبة 4.9% خلال مايو/ أيار الماضي على أساس سنوي، في أقوى وتيرة نمو منذ ديسمبر/ كانون الأول 2024 عندما بلغ 7%. وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن ناتج قطاع المناجم والمحاجر ارتفع بنسبة 10% سنويًا، بينما ارتفع الناتج الصناعي على أساس شهري بنسبة 3.1%. هذا الأداء يعكس تحسنًا في القطاع الصناعي رغم التحديات المالية والنقدية التي تواجهها تركيا، ويأتي إشارةً إيجابيةً بعد تباطؤ استمر لأشهر.

الأسواق الأوروبية ترتفع... وسط آمال تجارية ومخاوف مصرفية

أما في أوروبا، فقد أغلقت الأسهم الأوروبية تعاملاتها، اليوم الخميس، على ارتفاع بفضل مكاسب في قطاعي التعدين والرعاية الصحية، بحسب ما أفادت وكالة "رويترز". وصعد مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي بنسبة 0.5% ليبلغ أعلى مستوى له منذ 11 يونيو، وقفز مؤشر "فاينانشال تايمز 100" البريطاني بنسبة 1.2% محققًا مستوى قياسيًا جديدًا، فيما تراجع "داكس" الألماني بنسبة 0.4%.

ويترقب المستثمرون تطورات المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين أن العمل جارٍ "دون توقف" للتوصل إلى اتفاق تجاري جديد. كذلك قال مفوض التجارة الأوروبي ماروش شفتشوفيتش إن التقدم جيد، وقد يُعلَن اتفاق خلال أيام.

في السياق، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على النحاس وبعض السلع البرازيلية بدءًا من أغسطس/ آب المقبل. ونتيجة لذلك، قفزت أسهم شركات التعدين الأوروبية بنسبة 3.2%، مع تسجيل أسهم "جلينكور" و"ريو تينتو" المدرجتين في بورصة لندن ارتفاعًا بنحو 4% لكل منهما. كذلك صعدت أسهم شركات الرعاية الصحية بنسبة 1.8%، مدفوعة بارتفاع سهم شركة الأدوية الدنماركية "نوفو نورديسك" بنسبة 2.8%. في المقابل، تراجع المؤشر الفرعي للبنوك في منطقة اليورو بنسبة 1.6%، رغم أنه لا يزال قريبًا من أعلى مستوياته منذ 2010.

تُظهر المؤشرات الاقتصادية الأخيرة صورة متباينة لحالة الاقتصاد العالمي في منتصف عام 2025. ففيما يعاني سوق الإسكان الأميركي من ضغوط الفائدة المرتفعة، تحقق تركيا نموًا صناعيًا قويًا، وتُظهر البرتغال استقرارًا تضخميًا يقابله اتساع في العجز التجاري، بينما تسجل الأسواق الأوروبية أداءً جيدًا مدعومًا بالتفاؤل حول اتفاق تجاري محتمل مع واشنطن. هذا التباين يعكس هشاشة المشهد الاقتصادي العالمي، حيث تتداخل السياسات النقدية مع الضغوط الجيوسياسية والتجارية لتشكّل ملامح النصف الثاني من عام 2025.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows