ودّع ريال مدريد بطولة كأس العالم للأندية المقامة في الولايات المتحدة الأميركية عقب سقوطه المدوي أمام باريس سان جيرمان برباعية نظيفة، في نصف نهائي كشف الفوارق الكبيرة بين الفريقين، إذ ظهر لاعبو النادي الملكي بوجه باهت، وفشلوا في مجاراة النسق العالي للفريق الباريسي الذي فرض سيطرته على اللقاء بالطول والعرض.

وفتحت تصريحات الحارس البلجيكي تيبو كورتوا بعد نهاية المباراة باب التساؤلات حول مدى التزام اللاعبين في ريال مدريد بتعليمات المدرب تشابي ألونسو، حين قال: "فريق باريس سان جيرمان يبدأون في معظم المباريات بهذه القوة. من جانبنا، لم نقم بتنفيذ خطة المدرب كما يجب، لقد حاولنا اللعب، لكنهم كانوا يجدون الرجل الحر بسهولة عند الضغط، خاصة في الشوط الأول".

هذا التصريح أعاد إلى الواجهة الحديث عن تراجع الانضباط التكتيكي داخل الفريق، لا سيما في الخطوط الأمامية، وهو ما كان ألونسو قد أشار إليه خلال عدة مباريات سابقة، حين طالب جناحي الفريق، وخاصة البرازيلي فينيسيوس جونيور(24 عاماً)، بضرورة العودة لأداء الواجبات الدفاعية.

وفي هذا السياق، تداولت وسائل الإعلام مقطع فيديو قديماً يظهر المدرب الحالي لباريس سان جيرمان في جلسة توجيهية مع كيليان مبابي (26 عاماً) حين كان لاعباً في صفوف الفريق، يتحدث فيها عن أهمية التزام المهاجمين بالأدوار الدفاعية، مشدداً على أن "الدفاع مسؤولية جماعية، وليس مهمة خط الدفاع وحده". الفيديو بالإضافة إلى ملاحظات ألونسو خلال اللقاء تعزز التكهنات بوجود فجوة بين التوجيهات الفنية والتنفيذ داخل أرضية الملعب، ما يثير القلق بشأن الانسجام بين المدرب ولاعبيه في المرحلة المقبلة.

وسبق لريال مدريد أن واجه مشكلات مشابهة خلال فترة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي (66 عاماً)، حين دخل فينيسيوس جونيور في مشادة كلامية مع زميله الكرواتي لوكا مودريتش (39 عاماً)، خلال مباراة الفريق أمام ليغانيس في ربع نهائي كأس الملك، بعدما طالب النجم الكرواتي زميله البرازيلي بالعودة لأداء الواجبات الدفاعية ومساعدة الفريق.

ومع انطلاق التحضيرات للموسم الجديد، سيكون أمام المدرب تشابي ألونسو فرصة حقيقية لتصحيح المسار والعمل على ترسيخ مشروعه الفني بشكل كامل. وسيسعى الإسباني الشاب إلى دمج جميع لاعبي الفريق ضمن منظومته التكتيكية، بمن فيهم النجوم، من أجل الاستقرار على تشكيلته الأساسية وحسم بعض المراكز الجدلية.

وأكد ألونسو في تصريحات سابقة أنه سيتعامل بحزم مع أي مظاهر للتراخي أو التقاعس داخل المجموعة في ريال مدريد، ما يُنذر بتحديات كبيرة قد يواجهها، خصوصاً في ظل تعامله مع نجوم من الطراز العالمي، بعكس تجربته السابقة الناجحة مع باير ليفركوزن، حيث كانت لديه حرية أكبر في فرض رؤيته. وقد يُضطر المدرب الإسباني لاتباع أسلوب مشابه لما قام به لويس إنريكي في باريس سان جيرمان، حين منح الضوء الأخضر لرحيل اللاعبين غير المنضبطين تكتيكياً، وعلى رأسهم النجم الفرنسي كيليان مبابي، ما سمح له ببناء فريق منسجم يعتمد على الالتزام الكامل داخل الملعب، وحصد نتائج ذلك بالتتويج  بالدوري و الكأس محليا ودوري الأبطال، وبلوغ نهائي كأس العالم وربما تحقيق اللقب.