يسعى نادي اتحاد العاصمة إلى تدشين مرحلة جديدة بعد تتويجه بلقب كأس الجزائر الأسبوع الماضي على حساب شباب بلوزداد، وهي الكأس التاسعة في تاريخه، وذلك من خلال وضع خريطة طريق واضحة المعالم من أجل العودة إلى منصات التتويج محلياً وقارياً، خاصة في مسابقة كأس الكونفدرالية الأفريقية، التي تُعد هدفاً أساسياً للفريق، باعتبار أنه بطل النسخة القارية عام 2023.

وتُعوّل إدارة النادي كثيراً على خبرة رئيس مجلس الإدارة العائد، سعيد عليق (77 عاماً)، الذي لعب دوراً نفسياً وذهنياً حاسماً في تحضير اللاعبين لنهائي بطولة كأس الجزائر، بعد موسم صعب أنهاه الفريق في المركز الثامن بالدوري، ومرّ فيه بتغييرات عديدة، أبرزها إقالة المدرب التونسي نبيل معلول (62 عاماً) وخليفته البرازيلي ماركوس باكيتا (66 عاماً)، ثم تعيين محمد لاسات (58 عاماً) مدرباً مؤقتاً، إلى جانب إقالة الرئيس السابق عثمان سحبان (45 عاماً)، رغم الوسائل المادية واللوجستية المُسخّرة له من أجل إعادة الفريق إلى الواجهة.

وفي هذا السياق، حصل "العربي الجديد"، أمس الأربعاء، على معلومات من مصدر داخل إدارة نادي اتحاد العاصمة، رفض الإفصاح عن هويته، تُفيد بأن سعيد عليق باشر العمل على معالجة بعض الملفات العالقة، من بينها أزمة اللاعب غيلاس قناوي (26 عاماً)، الذي كان قد وجّه إعذاراً لإدارة النادي يطالب فيه بتسديد أربعة رواتب متأخرة. والمهلة القانونية للإعذار انقضت دون تجاوب رسمي، وهو ما دفع اللاعب للتحضير للجوء إلى "فيفا"، غير أن تحرّك إدارة عليق في الساعات الماضية أنقذ الوضع، بعد أن جرى التواصل مع قناوي وحدد معه موعد للجلوس الأسبوع المقبل. وتشير المصادر ذاتها إلى أن رئيس مجلس الإدارة وعد بحل القضية، رغم أن الوضعية القانونية لا تزال معقّدة، خصوصاً أن اللاعب كان يتقاضى أجوره من صندوق الضمان الاجتماعي طوال فترة غيابه بسبب الإصابة التي تعرّض لها منتصف الموسم الماضي.

من جانب آخر، برمج اتحاد العاصمة انطلاق معسكره التحضيري الصيفي يوم 20 يوليو/ تموز الجاري في إيطاليا، بانتظار الكشف عن هوية المدرب الجديد، الذي سيكون إما برتغالياً أو إسبانياً، علماً أن المفاوضات جارية مع عدد من الأسماء، مع اشتراط إجادتهم اللغة الفرنسية لتسهيل التواصل مع اللاعبين. ووفقاً للمصدر ذاته، فإن سيراً ذاتية لمدربين ألمان وبلجيكيين وصلت إلى إدارة النادي، في حين نُفي بشكل قاطع وجود أي اتصالات مع المدرب الفرنسي رولان كوربيس (71 عاماً)، ومن المرتقب أن يُعلَن عن اسم المدرب الجديد في غضون الأسبوع المقبل.

وعلى صعيد التعداد، تأكد رحيل المدافع الكونغولي كيفين مونديكو (29 عاماً) بفسخ العقد بالتراضي لأسباب انضباطية، رغم مردوده الجيد الموسم الماضي، كما غادر متوسط الميدان أسامة شيتة (28 عاماً) النادي بعد نهاية عقده، بعد مسيرة امتدت لثمانية مواسم، خاض خلالها 175 مباراة، وتُوّج بأربعة ألقاب، بينها كأس الكونفدرالية وكأس السوبر الأفريقي.

أما بخصوص اللاعبين الجدد، فقد علم "العربي الجديد" من مصدره الخاص أن هناك مفاوضات متقدمة مع لاعبين كاميرونيين، أحدهما مهاجم والآخر مدافع، وذلك بتوصية من المدافع السابق للنادي دانيال مونشاري. كما يُدرس ملف إعادة النجم السابق للفريق زين الدين فرحات (32 عاماً)، الذي غادر الاتحاد سنة 2016 صوب لوهافر الفرنسي، ويُعد حالياً لاعباً حراً بعد نهاية عقده مع نادي أنجيه.

وتحاول إدارة الاتحاد إقناع المدافع عماد عزي (27 عاماً) بالبقاء بعد نهاية فترة إعارته من كاظمة الكويتي، خاصة أنه كوّن ثنائية مميزة مع أدم عليلات (26 عاماً)، ورغم امتلاكه عرضاً رسمياً من نادي دينامو ماختشكالا الروسي، فإن الاجتماع المرتقب بينه وبين عليق الأسبوع المقبل قد يكون حاسماً في تحديد مستقبله.