
يشكّل مهرجان ليفربول للفنون والثقافة العربية، الذي تنطلق الدورة الثالثة والعشرون منه غداً الجمعة، فرصة للتفاعل بين الجاليات العربية والجمهور الإنكليزي، في إطار يجمع الفنون بالقضايا العربية الراهنة، وتستمر فعالياته حتى الـ20 من الشهر الحالي، موزعة على عدد من مسارح المدينة وصالاتها.
يأتي المهرجان هذا العام تحت شعار "الحنين" (Nostalgia)، وهو موضوع يفتح المجال لتأملات الفنانين حول الذاكرة والوطن، والهوية في سياق المنفى، خصوصاً بالنسبة إلى فنانين عرب يعيشون أو يعملون خارج بلدانهم الأصلية، وبعضهم قادم من بلدان تعاني من واقع الحروب والشتات.
يقدّم المهرجان خلال عشرة أيام برنامجاً متنوعاً من العروض الفنية تشمل المسرح والسينما والشعر والموسيقى والفنون البصرية، بمشاركة فنانين من فلسطين وسورية ولبنان واليمن والأردن وتونس والجزائر والبحرين.
تُفتتح الدورة بعرض مسرحي للفنان السوري حمزة الحسين بعنوان "البطريق"، ويعرض فيه رحلته الشخصية من سورية إلى مخيم الزعتري في الأردن، ثم إلى شمال إنكلترا. يتضمن العرض مشاهد راقصة تتقاطع فيها الموسيقى واللغة، مع تداعيات التجربة ككل.
ومن الفعاليات أيضاً، عرض "حبة رمل"، الذي يقدّم الحرب بعيني طفلة فلسطينية تبحث عن عائلتها بعد القصف. كما يشهد المهرجان ضمن سلسلة عروضه السينمائية العرض البريطاني الأول لفيلم الرسوم المتحركة السوري "دنيا". ويروي الفيلم قصة نزوح طفلة غادرت حلب إلى كندا، مروراً بعدد من مدن اللجوء. إضافة إلى برنامج سينمائي يضم أعمالاً من لبنان والجزائر وتونس بعنوان "أرشفة الحنين".
كما يتضمن البرنامج أمسية شعرية بعنوان "كُتّاب صنعاء"، تضم قراءات يمنية وموسيقى حيّة، ومعرضاً للفنانة نور بشوتي في "بينالي ليفربول"، وحفلاً لعازف الكمان الفلسطيني-الأميركي أكرم عبد الفتاح. ويُختتم المهرجان بـ"يوم العائلة"، وهو برنامج مفتوح يتضمّن ورشاً فنية للأطفال تطلعهم على جماليات الخط العربي.
تأسس مهرجان ليفربول للفنون والثقافة العربية عام 1998، ويُعدّ من أبرز منصات التعبير الثقافي العربي في أوروبا، إذ يسعى سنوياً إلى تقديم مقترح فني يعكس تعقيدات الهوية العربية عبر أشكال فنية متنوعة.

Related News


