تجاوزت مستويات 25 نهراً في جنوب غربي الصين المستويات الآمنة اليوم الخميس، ما حتم إجلاء أكثر من 10 آلاف شخص من مدن في إقليمي سيتشوان ويوننان بسبب بقايا إعصار "داناس" السابق وأمطار موسمية في شرق آسيا شمالاً من الهند. وتمثل الأمطار الغزيرة والفيضانات الشديدة التي يربطها خبراء الأرصاد الجوية بتغيّر المناخ، تحديات كبيرة بسبب تزايد تهديداتها بإنهاك أنظمة الحماية القديمة، وإجبارها ملايين على النزوح، وإرباكها قطاع الزراعة الذي تبلغ قيمته 2.8 تريليون دولار.

وذكرت صحيفة "بكين ديلي" أن العاصمة بكين شهدت أيضاً هطول أمطار غزيرة، والتي بلغت  68.2 ملليمتراً خلال ساعة واحدة صباح اليوم الخميس في منطقة بمدينة تشاويانغ. وقال تلفزيون الصين المركزي، إن هطول الأمطار الغزيرة على مدار أكثر من يوم رفع منسوب نهر تشيشوي في إقليم قويتشو إلى أعلى مستوياته منذ بدء التسجيل في عام 1953، كما بلغ منسوب نهر شياوكاو في إقليم سيتشوان أعلى مستوياته منذ 29 عاماً. وسجلت إحدى مناطق يوننان 227.8 مليمتر من مياه الأمطار خلال 24 ساعة، وهو أعلى منسوب تشهده خلال يوم واحد منذ بدء التسجيل.

وشهدت الصين في السنوات الأخيرة هطول كميات قياسية من الأمطار وموجات حارة خلال الصيف، وحذر العلماء من مزيد من الظروف الجوية المتطرفة التي يؤججها تغيّر المناخ. وكشفت تقارير أن إقليمي سيشوان وهونان في الجنوب واجها على مدى العقد المنصرم أضراراً كبيرة جراء العواصف والفيضانات، وسجل كل منهما خسائر اقتصادية تراكمية تجاوزت 100 مليار يوان (14 مليار دولار). وأثارت الأضرار التي لحقت بالمنشآت والبنى التحتية بسبب الطقس المتطرف تساؤلات حول سلامة البنى التحتية للطرقات والجسور التي بُنيت بسرعة في العقود الأخيرة.

وتعد الصين أكبر منتج لانبعاثات الغاز الدفيئة في العالم، والتزمت خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وهو أحد عوامل الاحترار المناخي، اعتباراً من عام 2030 والوصول إلى مستوى صفر انبعاثات بحلول عام 2060.

(رويترز)