من المنتظر أن تعقد لجنة الخارجية والأمن البرلمانية في الكنيست الإسرائيلي، قريباً، جلسة طارئة، بمبادرة من عدة نواب، في أعقاب ادعاءات "خطيرة" حول إخفاقات أمنية ومنهجية في "ناقلة الجنود المدرعة بوما"، والتي تستخدمها كتيبة الهندسة 605 في حرب الإبادة الإسرائيلية داخل قطاع غزة المحاصر، ما يسهل استهداف الجنود.
وأوضحت صحيفة "معاريف"، اليوم الخميس، نقلا عن رسالة أُرفقت بطلب النواب المقدّم لرئيس اللجنة لعقد الجلسة، أن الخطوة تأتي بعد توجه من عدد من عائلات جنود يخدمون في الكتيبة، حيث حذّرت هذه العائلات من سلسلة إخفاقات خطيرة في المركبة، من بينها إغلاق غير محكم للغطاء العلوي، وانعدام أنظمة التهوية، وأعطال متكررة في أنظمة الدفع، وغياب منفذ إنقاذ خلفي، وكاميرات 360 درجة لرؤية شاملة، بالإضافة إلى تدريع ضعيف مقارنة بالمركبات الأخرى المستخدمة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي. كما أشار مقدمو الطلب إلى أنه بالرغم من توفر مركبات ملائمة أكثر في قواعد الجيش، إلا أنها لا تُخصص للكتيبة.
وبحسب أقوال العائلات، فإن هذه العيوب معروفة جيداً لدى الجيش الإسرائيلي، لكنها لم تُعالج أو تُفحص بعمق، رغم أن سبعة جنود قد قُتلوا في الآونة الأخيرة خلال استخدامهم طراز ناقلة الجند المذكورة، ما يعكس بوضوح تلك الإخفاقات برأيها. وعلّقت عضو الكنيست ليمور سون هار-ميلخ، التي كانت أول من بادر لطلب عقد الجلسة، قائلة "لا يُعقل أن يستمر عمل الجنود في الجبهة، والذين يقاتلون بشجاعة وتفانٍ منذ أشهر، تحت ظروف تشغيلية خطرة ومعطوبة. هذا تقصير يتطلب تحقيقاً عاجلاً وإصلاحاً فورياً".
وتستخدم ناقلات الجنود المدرّعة من طراز "بوما"، لاختراق العوائق الهندسية، وفتح الطرق. وكشف مقتل سبعة جنود إسرائيليين من كتيبة الهندسة القتالية 605، في كمين محكم نفذته كتائب القسام، استهدفت فيه ناقلتي جند إسرائيليتين، في يونيو/حزيران المنصرم، في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، نقاط ضعف عديدة، يواجهها جيش الاحتلال بعد نحو عامين من حرب الإبادة. وأثارت الحادثة انتقادات كبيرة إزاء القيادتين السياسية والعسكرية، بشأن استنزاف القوات والآليات العسكرية واستخدام طرازات قديمة منها، والاقتصاد بالمال على حساب حياة الجنود والغوص في "وحل غزة".
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في حينه، أن الفيديو الذي بثته حماس للكمين يُظهر إحدى الثغرات التي واجهها الجيش في الأسبوعين الماضيين، وهي انخفاض مستوى الحماية للقوات داخل غزة، سواء من الأرض أو من الجو، بسبب النقص في المُسيّرات، نتيجة العدوان على إيران، بحيث لم تكتشف أي مُسيّرة منفذ الكمين الذي ركض بحرية نحو ناقلة الجند ثم ابتعد دون أن يُصاب.
ويدرس جيش الاحتلال أيضاً ما إذا كانت ناقلة الجند تحتوي على أنظمة مراقبة لرؤية شاملة بالكاميرات (360 درجة)، وهي أنظمة تم تركيبها خلال الحرب على ناقلات قديمة من طراز "بوما" و"أخزريت"، خاصة في وحدات الاحتياط، غالباً بقرارات من الوحدة نفسها أو حتى بتمويل من جنود الاحتياط أنفسهم. أما في هذه الحالة، فالقوة المعنية كانت من الكتيبة النظامية 605، التي تخضع لأوامر أكثر صرامة في ما يتعلق بتركيب معدات ليست عسكرية رسمية، حتى لو كانت تتيح كشف اقتراب مسلحين من المركبات القتالية.
وادّعى والد أحد الجنود القتلى في حديث لهيئة البث الإسرائيلي (كان)، بعد الكمين، أن الكتيبة تستخدم آليات قديمة تفتقر إلى كاميرات تراقب كل الجوانب أو أنظمة حماية أخرى، "وذلك لأسباب تتعلق بالميزانية". وأضاف أن ناقلة الجند من طراز "بوما" كانت فيها أعطال أثناء الكمين، ولذلك لم يتمكّن الجنود من إغلاق غطائها الخلفي"، وأن "جنود الاحتياط رفضوا استخدام البوما، واقتصر استخدامها على الجنود النظاميين فقط".
وأرسل عدد من أهالي الجنود في الكتيبة 605، رسالة إلى قائدها، قالوا فيها إنه "كان بالإمكان منع الحادثة"، معبّرين عن صدمتهم بالقول "نحن مذهولون ومصدومون من الإهمال الفاضح الذي تجلّى بكامل شدّته في الحادثة الخطيرة والمروّعة التي فقدنا فيها سبعة من جنودنا نتيجة تقصير جسيم. من غير المعقول أن تكون الكتيبة التي تخضع لقيادتك هي الوحيدة في الجيش الإسرائيلي التي لا تزال تستخدم آليات قديمة ومعطوبة وتفتقر إلى الحماية التي تتوفّر تلقائياً لباقي كتائب المشاة، بما في ذلك سائر كتائب الهندسة".
وتابع أهالي الجنود في رسالتهم: "نطالب وبشدة باستبدال فوري لناقلات بوما البدائية، بآليات تناسب طبيعة القتال في بيئة حرب عصابات حديثة، لتفادي الكارثة غير الضرورية القادمة. لا يُعقل أن تكون مركبات أخرى، حتى المركبات المدنية العادية، مجهّزة بكاميرات 360 درجة من كل الجهات، بينما الآليات التي تُقلّ جنود كتيبة 605 في ساحة المعركة لا تحظى بمثل هذا التجهيز الأساسي".
Related News
