اعتقلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، الصحافي الإسرائيلي يسرائيل فراي، بادعاء تحريضه على العنف ودعمه للإرهاب، بعد منشور له على منصة إكس، تعقيباً على مقتل خمسة جنود من الجيش الإسرائيلي في بيت حانون في قطاع غزة، اعتبرته أوساط إسرائيلية ابتهاجاً بمقتلهم. وكتب فراي صبيحة مقتل الجنود: "العالم أفضل هذا الصباح من دون خمسة شبّان شاركوا في واحدة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية"، في إشارة منه إلى حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها إسرائيل على غزة. وفي تصريح لصحيفة هآرتس، وصف فراي اعتقاله بأنه "ملاحقة سياسية"، وأكد أنه لن ينحني أمامها، مضيفاً: "لقد تسببنا بما يكفي من المعاناة والدموع. أطلقوا سراح غزة. كفى".

وصادقت النيابة العامة أمس الثلاثاء على فتح تحقيق ضد الصحافي الحريدي. ووصفت الشرطة في بيانها منشور فراي على أنه "مُشين"، وعبّر فيه "عن فرحه بمقتل جنود من الجيش الإسرائيلي"، وعليه صدر أمر بفتح تحقيق. وقدّم الشكوى ضد فراي، المدير العام لمنظمة "بِتسلمو" اليمينية المتطرفة، شاي غليك، والذي صرّح بأنه يرحّب باعتقال الصحافي، ويطالب بعدم إطلاق سراحه، بل بتقديم لائحة اتهام ضده واعتقاله حتى نهاية الإجراءات. وأضاف في بيانه: "الواقع الذي يُعتقل فيه فراي ويُطلق سراحه ليعود للتحريض يجب أن يتوقف. آمل وأؤمن بأنه بعد سلسلة تحريضاته، ستقدَّم أخيراً لائحة اتهام بحقه، ويُحكم عليه بالسجن لسنوات طويلة".

مضايقات سبقت قضية الجيش الإسرائيلي

يُذكر أن فراي خضع لتحقيقات عدة في السابق بسبب منشوراته على شبكات التواصل، لكنه لم يُقدَّم للمحاكمة. في مارس/آذار الماضي، استجوبته شرطة الاحتلال بشبهة التحريض على الإرهاب، بسبب منشورات كتب في أحدها أن "الفلسطيني الذي يستهدف جندياً إسرائيلياً أو مستوطناً في مناطق الأبرتهايد (الفصل العنصري) ليس مخرباً. وهذه ليس عملية. إنه بطل يُقاتل ضد من يضطهده، من أجل العدالة، والتحرير، والحرية". وفي ديسمبر/كانون الأول 2022، خضع فراي لتحقيقات بشبهة إبداء تعاطف مع "تنظيم إرهابي"، بعدما كتب أن "استهداف قوات الأمن ليس إرهاباً"، وامتدح فلسطينياً خطّط لتنفيذ عملية واصفاً إياه بـ"البطل". ورفض حينها، المثول للتحقيق، لتصدر المحكمة أمر توقيف بحقه، لكن أُطلق سراحه بعد انتهاء التحقيق وأُغلق الملف.