تفاصيل غير معروفة عن متصفح "أوبن إيه آي" الذكي لمنافسة "غوغل كروم"
Arab
3 days ago
share

تستعد شركة "أوبن إيه آي" (OpenAI) لإطلاق متصفح ويب مدعوم بالذكاء الاصطناعي، في خطوة قد تُحدث تحولاً في سوق المتصفحات، وتشكّل تحدياً مباشراً لهيمنة "غوغل كروم" (Google Chrome) التابع لشركة "ألفابت" (Alphabet)، بحسب ما نقلته وكالة رويترز عن ثلاثة مصادر مطّلعة قالت إنها اطّلعت بشكل مباشر على تفاصيل المشروع.

وبحسب ما أوردته "رويترز"، من المقرّر إطلاق المتصفح خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ويهدف إلى إحداث تغيير جذري في طريقة تصفّح الإنترنت من خلال تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي. وسيمكّن المتصفح الجديد "أوبن إيه آي" من الوصول بشكل مباشر إلى واحدة من ركائز نجاح "غوغل": بيانات المستخدمين.

وفي حال تحوّل جزء من مستخدمي "تشات جي بي تي" (ChatGPT)، البالغ عددهم نحو 500 مليون مستخدم نشط أسبوعياً، إلى استخدام هذا المتصفح، فقد يشكّل ذلك ضغطاً كبيراً على نموذج "غوغل" الإعلاني، الذي يُعدّ العمود الفقري لإيرادات "ألفابت"، إذ تمثّل الإعلانات ما يقرب من ثلاثة أرباع دخل الشركة. ويوفّر "كروم" كمّاً هائلاً من بيانات المستخدمين، يُستخدم لتوجيه الإعلانات بشكل فعّال ومربح، كما تتيح إعداداته الافتراضية توجيه زيارات البحث تلقائياً إلى محرّك "غوغل".

وبحسب ما نقلته "رويترز" عن مصدرَين، فإن تصميم المتصفح الجديد يهدف إلى إبقاء بعض التفاعلات ضمن واجهة دردشة داخلية شبيهة بـ"تشات جي بي تي"، بدلاً من التنقّل بين مواقع الويب. ويأتي ذلك ضمن استراتيجية أوسع لدى "أوبن إيه آي" لدمج خدماتها الذكية في الحياة اليومية للمستخدمين، سواء على المستوى الشخصي أو المهني.

منذ إطلاق "تشات جي بي تي" في أواخر عام 2022، أحدثت "أوبن إيه آي"، بقيادة رجل الأعمال سام ألتمان، زلزالاً في قطاع التكنولوجيا، لكنها تواجه اليوم منافسة شرسة من شركات مثل "غوغل" و"أنثروبيك" (Anthropic)، ما دفعها إلى البحث عن مجالات جديدة للنمو.

وفي مايو/أيار الماضي، أعلنت الشركة دخولها مجال الأجهزة الذكية عبر استحواذها على شركة "آي.أو (io)"، الناشئة في مجال أجهزة الذكاء الاصطناعي، في صفقة بلغت 6.5 مليارات دولار، علماً أن مؤسّس الشركة هو مصمّم "آبل" السابق الشهير جوني آيف.

ويتيح المتصفح الجديد لـ"أوبن إيه آي" دمج مساعدها الذكي "أوبيريتور (Operator)" داخل تجربة التصفّح، ما يمكّنه من تنفيذ مهام تلقائية مثل حجز المواعيد وملء النماذج مباشرةً داخل المواقع التي يزورها المستخدم.

ويُعتبر الوصول المباشر إلى نشاط المستخدمين على الإنترنت بيئة مثالية لوكلاء الذكاء الاصطناعي القادرين على اتخاذ إجراءات بالنيابة عن المستخدم.

منافسة شرسة في سوق مزدحم

ورغم طموحات "أوبن إيه آي"، فإن المهمة لن تكون سهلة. إذ يُهيمن "غوغل كروم" على أكثر من ثلثي سوق المتصفّحات العالمي، ويستخدمه أكثر من ثلاثة مليارات شخص، بحسب شركة "ستاتكاونتر" (StatCounter) المتخصّصة في تحليلات الويب. ويأتي متصفح "سفاري" (Safari) من "آبل" في المرتبة الثانية بنسبة لا تتجاوز 16% من السوق.

وفي يونيو/حزيران الماضي، أعلنت "أوبن إيه آي" أن عدد المشتركين المدفوعين من قطاع الأعمال في "تشات جي بي تي" تجاوز ثلاثة ملايين مستخدم.

وفي الوقت نفسه، دخلت شركات أخرى على خط المتصفّحات الذكية، من بينها شركة "بيربليكسيتي" (Perplexity)، التي أطلقت متصفحاً باسم "كومِت" (Comet)، قادراً على تنفيذ أوامر المستخدمين تلقائياً. كما برزت شركات ناشئة مثل "ذا براوزر كومباني (The Browser Company)" و"برايف" (Brave)، وقد طرحت كلٌّ منها متصفّحات مدعومة بالذكاء الاصطناعي تتمكّن من تصفّح وتلخيص الإنترنت مباشرة.

وتكمن أهمية "كروم" بالنسبة لـ"ألفابت" في أنّه ليس مجرد متصفح، بل أداة لجمع بيانات شخصية تستخدم في استهداف الإعلانات بدقة وربحية عالية. وقد وصل الأمر إلى أن وزارة العدل الأميركية طالبت بتفكيك الشركة، بعدما قضت محكمة بأن "غوغل" تحتكر سوق البحث الإلكتروني بشكل غير قانوني.

وبحسب مصدرَين تحدّثا إلى "رويترز"، فإن المتصفح الجديد مبني على "كروميوم" (Chromium)، وهو الكود البرمجي مفتوح المصدر الذي تعتمد عليه "غوغل كروم"، بالإضافة إلى متصفحات شهيرة أخرى مثل "مايكروسوفت إيدج" (Microsoft Edge) و"أوبرا" (Opera).

وفي العام الماضي، استقطبت "أوبن إيه آي" اثنين من نواب الرؤساء السابقين في "غوغل"، كانا من الفريق الأساسي الذي طوّر متصفح "كروم". وقد كانت صحيفة The Information أول من كشف عن هذا التعيين، وعن خطط "أوبن إيه آي" لدخول مجال المتصفّحات.

وفي إبريل/نيسان الماضي، صرّح أحد المسؤولين التنفيذيين في "أوبن إيه آي" خلال شهادة قانونية بأن الشركة ستكون مهتمة بشراء "كروم" إذا أُجبرت "غوغل" على بيعه بقرار من سلطات مكافحة الاحتكار. لكن "غوغل" لم تعرض "كروم" للبيع، بل أعلنت نيّتها الطعن في الحكم القضائي الذي وصفها بأنها تحتكر السوق.

واختارت "أوبن إيه آي" تطوير متصفحها الخاص من الصفر، بدلاً من الاكتفاء ببناء إضافة (Plug-in) فوق متصفّح موجود، وذلك لضمان التحكّم الكامل في البيانات التي يمكن جمعها من المستخدمين.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows