عودة انقطاع الكهرباء في ليبيا وسط الحر
Arab
3 days ago
share

شهدت العاصمة الليبية طرابلس وعدد من المدن المحيطة انقطاعاً في التيار الكهربائي لساعات طويلة، تزامناً مع أول موجة حر تضرب البلاد هذا الصيف، حيث تجاوزت الحرارة 41 درجة مئوية. وقال سكان محليون في طرابلس لـ"العربي الجديد"، إن ساعات طرح الأحمال (قطع الكهرباء) بلغت أربع ساعات يومياً، فيما لم تصدر الشركة العامة للكهرباء أي توضيحات رسمية بشأن الانقطاعات. وقال عادل البوسيفي، من منطقة انجيلة، غرب طرابلس، إن الكهرباء انقطعت لأربع ساعات متتالية، رغم وجود العدادات الذكية والتزام الأهالي بسداد الفواتير. وأضاف في حديث لـ"العربي الجديد": "لم نشهد انقطاعاً لهذه المدة منذ عامين، والوضع لا يبعث على الاطمئنان".

وفي شرق العاصمة، أوضح صالح الترهوني، من منطقة تاجوراء، لـ"العربي الجديد"، أن الطقس الحار تزامن مع انقطاعات يومية على فترتين "الأولى نهاراً لساعتين، والثانية مساءً لساعتين"، مضيفاً أن "المواطن بات عاجزاً في ظل غياب أي حلول". وفي مدينة مزدة، الواقعة على بعد 188 كيلومتراً شمال طرابلس، قال محمد أبوعجيلة لـ"العربي الجديد"، إن الانقطاعات أصبحت يومية ومتكررة، موضحاً أنها "تبدأ من ساعات الفجر الأولى، ثم ساعة في الظهيرة، وساعتين مع حلول المساء". وأضاف: "نعيش هذا الواقع منذ أكثر من أسبوع دون تغيير".

وبحسب التقديرات الحكومية، فإن الدولة الليبية تنفق سنوياً نحو 615 مليون دولار لدعم قطاع الكهرباء، وسط دعوات لترشيد الدعم وتحسين كفاءة الإنفاق العام. وأنفقت الشركة العامة للكهرباء حتى نهاية يونيو/ حزيران الماضي نحو 2.1 مليار دينار (حوالي 382 مليون دولار وفق سعر الصرف الرسمي)، بينما حصلت على اعتمادات مستندية بقيمة 371 مليون دولار حتى منتصف العام.

وتشهد الشركة العامة للكهرباء انقساماً إدارياً بين إدارتين متوازيتين، الأولى في طرابلس وتتبع لحكومة الوحدة الوطنية، والثانية في بنغازي وتشرف عليها الحكومة المكلفة من البرلمان. ولم يقتصر الجدل على قرار نقل المقر الرئيسي للشركة إلى بنغازي، بل تصاعد بعد تعيين وئام العبدلي رئيساً لمجلس الإدارة من قبل حكومة الشرق، رغم كونه الرئيس السابق للشركة في طرابلس، قبل أن يصدر رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة قراراً بإيقافه عن العمل وإحالته إلى التحقيق.

وفي يوليو/ تموز 2022، عيّن الدبيبة محمد عمر المشاي بديلاً له، ما عمّق حالة الانقسام الإداري في واحدة من أكثر المؤسسات الخدمية حساسية وتأثيراً في حياة المواطنين. وتحسّن أداء الشركة العامة للكهرباء خلال العام الماضي، وشهد القطاع نوعاً من الاستقرار النسبي، خصوصاً في فترات الشتاء، إلا أن ليبيا ما زالت تعاني منذ سنوات من أزمة مزمنة في الكهرباء، سببها تهالك البنية التحتية، وضعف أعمال الصيانة، والانقسام السياسي الذي حال دون تنفيذ خطط إصلاح جذرية وشاملة، وفق محللين.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows