
بعد التراجع عن قرار تعليق نشاطها لصيف 2025، تعود مهرجانات بيت الدين الدولية في لبنان، ببرنامج مُعدّل فرضته الظروف، تحت شعار "مكملين"، إذ تُفتتح الدورة الجديدة مساء اليوم الخميس بليلة طربية بعنوان "ديوانية حب"، تجمع ثلاث مطربات من العالم العربي: جاهدة وهبه من لبنان، وريهام عبد الحكيم من مصر، ولبانة قنطار من سورية.
يتضمّن البرنامج مجموعة من الأغاني الكلاسيكية من أرشيف الطرب العربي، لتؤدّى أعمال كل من أم كلثوم، وليلى مراد، وأسمهان، وعبد الحليم حافظ، وصباح، وفيروز، إضافة إلى ارتجالات صوتية وآلية، مع فقرات تعريفية عن ظروف تلحين بعض الأعمال. تُرافق المطربات فرقة موسيقية بقيادة المايسترو أحمد طه، ويشارك فيها عدد من العازفين البارزين من لبنان والعالم العربي، من بينهم علي مذبوح، وأسامة عبد الرسول، ونزار عمران.
في حديث إلى "العربي الجديد"، أوضحت المغنية اللبنانية جاهدة وهبه أن هذه الأمسية تُقدَّم في إطار السعي إلى الحفاظ على الدور الثقافي للمهرجان رغم الأزمات، مؤكدة أن استمرار العمل في ظل هذه الظروف يعكس تمسكاً بالثقافة بوصفها قيمة موازية للحياة. تصف وهبه الأمسية بأنها "لا تشبه سواها"، مشيرةً إلى أنها من تصميمها الفني، ومن إنتاج جانا وهبه، وإشراف كريم مسعود. وتشير إلى أن الحفل صُمّم ليستعيد أجواء المجالس الطربية التقليدية، مع توليفة تجمع بين الغناء المنفرد، والثنائي، والثلاثي، إلى جانب استحضار عناصر موسيقية معاصرة من الجاز، والموشحات الصوفية. إضافةً إلى ذلك، يتضمّن البرنامج أغنية خاصة لحّنتها وكتبتها وهبه تحيةً إلى بيت الدين.
ترى الفنانة أن إقامة هذا الحفل في قصر بيت الدين تحديداً تُحمّل الفريق المشارك مسؤولية الحفاظ على المستوى التاريخي للمهرجان، نظراً إلى ما يحمله المكان من رمزية فنية. وتَعتبر المشاركة في هذا المسرح إضافة مهمّة لمسيرتها، واصفة العمل بأنه تجربة فريدة في السياق اللبناني، تشبه تجارب مماثلة في العالم العربي.
حول مشاركة الجمهور، تشير وهبه إلى أن الحفل صُمم بطريقة تُلغي الحواجز بين المسرح والحضور، ليشعر الجمهور بأنه جزء من الأداء. وتتوقف عند زميلتيها في الحفل: ريهام عبد الحكيم التي ترى فيها صوتاً مصرياً أصيلاً متمرّساً في الأداء الطربي ذي الخلفية المسرحية، ولبانة قنطار التي تجمع بين الخبرة الأوبرالية والغناء الشرقي، ولها تجربة مميزة في تجسيد شخصية أم كلثوم في عمل درامي موسيقي جال عدداً من العواصم.
تأمل وهبه أن تكون هذه الأمسية علامة مميزة في البرنامج، من خلال تفاعل الأصوات الثلاثة مع الفرقة الموسيقية، بما يعكس أهمية التراث الغنائي كونه جزءاً مهمّاً من الهوية الثقافية.
على هامش الحديث، أشارت وهبه إلى أنّها مرّت بمرحلة من القلق بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/ آب 2020، ما دفعها إلى تنظيم جولات موسيقية دعماً لجمعيات محلية. وتختم بالتأكيد أن الفن والثقافة يشكّلان وسيلة لمواجهة التحديات، والدفع نحو واقع أكثر وعياً وانفتاحاً.
