
قطع نائب وزير الخارجية الروسي المقال، ميخائيل بوغدانوف، مسيرة دبلوماسية حافلة عمل خلالها في مقر وزارة الخارجية بموسكو وسفيرًا روسيًا في المنطقة، وصولًا إلى توليه مهمة المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الشرق الأوسط وأفريقيا لأكثر من عقد من الزمن.
بوغدانوف، الذي أصدر بوتين مساء أمس الأربعاء مرسومين منفصلين لإعفائه من منصبيه، من مواليد عام 1952، وتخرج في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية عام 1974، ملتحقًا في السنة ذاتها بوزارة الخارجية السوفييتية. وخلال مسيرته الدبلوماسية الحافلة التي استمرت أكثر من نصف قرن، تدرج الدبلوماسي المخضرم في المناصب داخل مقر وزارة الخارجية السوفييتية ثم الروسية، وعمل سفيرًا روسيًا لدى إسرائيل بين عامي 1997 و2002، ولدى مصر خلال الفترة من 2005 إلى 2011.
وبعد إنهائه مهمته في القاهرة، عُيّن بوغدانوف نائبًا لوزير الخارجية عام 2011، ثم مبعوثًا خاصًا للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط عام 2012، قبل أن يتم توسيع دائرة اختصاصه لتشمل أفريقيا أيضًا منذ عام 2014. ورغم أن بوتين مدّد في يناير/ كانون الثاني مهام بوغدانوف حتى مارس/ آذار 2026، إلا أنه أقيل بناءً على طلبه هو نفسه قبل انقضاء هذه المدة، وفق ما نقلته وكالة "تاس" الرسمية الروسية عن مصدرها. وفي أول رد فعل منه على إقالته، قال بوغدانوف لصحيفة "إزفيستيا" الروسية: "حان الوقت. السن، التقاعد".
بوغدانوف، الذي يحمل أعلى رتبة دبلوماسية "السفير المفوض فوق العادة"، وقلّد بالعديد من الأوسمة في روسيا وخارجها، أشرف على ملف الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الروسية في فترة بالغة الحساسية بالتزامن مع انطلاق موجة ثورات "الربيع العربي" عام 2011، وتنامي الدور الروسي في المنطقة، وصولًا إلى التدخل العسكري في سورية لدعم نظام بشار الأسد عام 2015 حتى سقوطه في 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وبعد سقوط نظام الأسد، واصل بوغدانوف الإشراف على العلاقات مع السلطات السورية الجديدة، ولعل آخر مرة خطف فيها الأضواء وعدسات كاميرات وكالات الأنباء العالمية كانت في نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي، عندما زار دمشق على رأس وفد روسي رفيع والتقى مع الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، تاركًا اليوم مهمة تطوير العلاقات في واقع سياسي مغاير لجيل جديد من الدبلوماسيين الروس.
