اجتماع بين الحكومة السورية و"قسد" للدفع باتفاق مارس
Arab
4 days ago
share

تعقد الحكومة السورية اجتماعاً مع وفد كردي يترأسه قائد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) مظلوم عبدي، بحضور المبعوث الأميركي إلى سورية توم برّاك، وفق وكالة فرانس برس في العاصمة دمشق اليوم الأربعاء، في إطار تنفيذ اتفاق العاشر من مارس/ آذار الماضي بين الرئيس السوري أحمد الشرع وعبدي. وذكر مصدر مقرب من "الإدارة الذاتية" لـ"العربي الجديد" أن الوفد يضم إلى جانب مظلوم عبدي كلّاً من سيامند ولاط، ونوري محمود، وفوزة اليوسف، وبدران جيا كرد، وعابد حامد المهباش، وسنحريب برصوم، وهو عضو في الاتحاد السرياني. وأوضح المصدر أن كل الأعضاء في الوفد ينتمون إلى "قسد" و"الإدارة الذاتية" من دون وجود أي ممثلين عن الأطراف الكردية السورية الأخرى، بما فيها المجلس الوطني الكردي. 

وفي الخصوص، قال رئيس حزب "الوسط الكردي" في سورية، شلال كدو، وهو أحد مكونات "المجلس الوطني الكردي"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن زيارة قائد "قوات سوريا الديمقراطية" مظلوم عبدي لدمشق على رأس وفد من "الإدارة الذاتية"، بمرافقة قائد قوات التحالف الدولي، تأتي في سياق "الوساطة الأميركية المستمرة بين الطرفين، سواء فوق الطاولة أو تحتها"، بهدف تطبيق اتفاق العاشر من مارس/ آذار الذي وُقِّع بين عبدي والرئيس أحمد الشرع.

وأشار كدو إلى وجود "إصرار أميركي ودولي على تنفيذ بنود الاتفاق"، لافتاً إلى أن هناك سقفاً زمنياً واضحاً لتطبيقه يمتد حتى نهاية العام الجاري، ولفت إلى أن الاتفاق "سيرى النور" إن توفرت إرادة جدية من قبل الولايات المتحدة والتحالف الدولي، رغم الحديث عن إمكانية إدخال تعديلات أو تأويلات على بعض بنوده، مضيفاً أن الاتجاه العام يوحي بوجود نية حقيقية للمضي في تنفيذ الاتفاق.

وأعلنت الرئاسة السورية، في العاشر من مارس/ آذار، توقيع اتفاق يقضي بإدماج "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) ضمن مؤسسات الدولة السورية، وتأكيد وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم. وجاء الإعلان في أعقاب اجتماع بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات "قسد" مظلوم عبدي في دمشق، ما يضع حداً لصراع محتمل بين الطرفين سادته الكثير من التكهنات حول نيّات القوة الكردية المسيطرة على شرق سورية وأجزاء من شمالها منذ السنوات الأولى للثورة السورية.

وينص الاتفاق على ضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة، وإدماج كل المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سورية ضمن الدولة، ودعم الدولة السورية في مكافحة فلول نظام بشار الأسد المخلوع والتهديدات الأخرى، ورفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية ومحاولات بث الفتنة.

"قسد" تواصل عمليات التضييق والاعتقال في الرقة

على صعيد آخر، تواصل "قسد" تضييقها الأمني على المدنيين في مدينة الرقة شمالي سورية، عبر حملات الاعتقال، بالإضافة إلى القيود التي تفرضها على التنقل ما بين مناطق سيطرتها ومناطق سيطرة الحكومة السورية، التي أعاقت عبور العشرات من السكان، وفق ما كشفت شبكة "إعلاميون بلا حدود في الرقة" اليوم الأربعاء. وقال الناشط الإعلامي موسى الخلف لـ"العربي الجديد" إن الحملة الأمنية التي تنفذها "قسد" في محافظة الرقة لا تزال مستمرة منذ سقوط نظام الأسد في المدينة في ديسمبر/ كانون الأول 2024 وحتى اليوم، مشيراً إلى أن يوليو/ تموز الحالي شهد اعتقال أكثر من 15 شخصاً، بينهم إعلامية وطالبة في المرحلة الثانوية، إضافة إلى تسجيل اختفاء خمسة أشخاص، بينهم طفلان، منذ يوم الخميس الماضي.

وأوضح الخلف أن عناصر "قسد" ينفذون حملات دهم واعتقال لأسباب متعددة، منها وجود رموز للنظام السوري داخل المنازل، أو على خلفية تعليقات في "فيسبوك"، أو بتهمة "موالاة جهات خارجية"، كما حدث مساء السبت الماضي، حين اعتقلت أربعة أشقاء في حيّ المشلب شرقي الرقة، ثم عادت عبر وسائل إعلامها لتبرير الحادثة بتوجيه تهمة الانتماء إلى تنظيم "داعش". وذكر الخلف أن الحواجز التابعة لـ"قسد" منعت، صباح الأربعاء، حركة الدخول والخروج من منطقة الغانم العلي شرقي الرقة لأسباب لم توضحها، في وقت سجلت فيه سرقة معدات تابعة لشبكة "سيريتل" المتوقفة عن الخدمة منذ إبريل/ نيسان الماضي، ما أسهم في تفاقم أزمة التواصل والتنقل، وزاد من مخاوف السكان المحليين من مغادرة مناطقهم.

واعتقلت "قسد"، يوم الثلاثاء، كلاً من هبة أحمد كوسا، مراسلة قناة اليوم الموالية لـ"قسد"، وإيلاف أحمد الحميدي، وتعمل في صفوف قوات الأمن الداخلي "الأسايش"، وشقيقتها آية أحمد الحميدي، وتعمل في المركز الثقافي التابع للمجلس المدني في الرقة، ولها نشاطات ثقافية، كذلك شاركت أخيراً في مسلسل بدوي يدعى "ثأر الدم"، وفق ما أوضحت شبكة "نهر ميديا" المحلية. ووفق تقرير صدر أمس الثلاثاء عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، اعتقلت "قسد" الأشقاء أحمد ولؤي وحسين وبسام علي الأحمد، تعسفاً، وهم من أبناء مدينة الرقة، وذلك بعد مداهمة منازلهم في حيّ المشلب شرقي المدينة، الخاضعة لسيطرتها، موضحة أن عناصرها دهموا منزل بسام واعتقلوه مع أشقائه، وذلك على خلفية انتقاده سياسة "قوات سورية الديمقراطية" على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وبعد اعتقالهم اقتادتهم إلى جهة مجهولة.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows