
في مقطع فيديو نشره الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ عبر حسابه على منصة إكس، في وقت سابق من هذا الأسبوع، يظهر شخص بحالة غريبة إلى جانب عدد من أشخاص قيل إنهم أئمة مساجد في أوروبا وممثلو جاليات، وهو يحاول ترديد النشيد الوطني الإسرائيلي، المثير للجدل حتى داخل إسرائيل نفسها. ثم يظهر إمام مسجد في فرنسا، يُدعى حسن شلغومي، وهو يكيل في ضيافة هرتسوغ، المديح لدولة الاحتلال الإسرائيلي. ولم يكن مقر إقامة هرتسوغ محطة الوفد الوحيدة في إسرائيل، بل زار الوفد أيضاً مؤسسة "ياد فاشيم" لإحياء ذكرى المحرقة النازية. كذلك علم "العربي الجديد" من مصادر مطّلعة، أن الزيارة ليست وليدة صدفة، خصوصاً في ظل "الفترة العصيبة" التي تمر بها إسرائيل مع استمرار خوضها حرب الإبادة على قطاع غزة، وأنها بحاجة لمن يخدم سرديتها في أوروبا، بما في ذلك في أوساط الجاليات المسلمة. وعلم "العربي الجديد" أيضاً، أن الشلغومي، المثير للجدل في عدة قضايا، يقف خلف تنظيم هذه الزيارة.
“You represent the world of brotherhood, humanity, and liberty”. The words of Imam Hassen Chalghoumi from France to me today.
— יצחק הרצוג Isaac Herzog (@Isaac_Herzog) July 7, 2025
I was moved and inspired to meet him and a delegation led by @elnet_global of Imams and Muslim community leaders from across Europe. They stand bravely… pic.twitter.com/gpJja2tQne
"أنتم تمثّلون عالم الأخوة، عالم الإنسانية، عالم المحبة، عالم الديمقراطية، عالم الحرية"، يقول الشلغومي في الفيديو، مخاطباً مضيفيه الإسرائيليين، في وقت تواصل فيه إسرائيل الإبادة، لتنفجر أسارير الرئيس الإسرائيلي، ليعبّر عن "تأثره" بزيارة الوفد الذي "يضم أئمة وقادة من الجاليات المسلمة من مختلف أنحاء أوروبا. ويضيف: "إنهم يقفون بشجاعة ضد التطرف، ويدافعون عن التعايش والشراكة بين الأديان. هنا في إسرائيل نعيش جنباً إلى جنب، مسلمين ويهوداً، ومع أشخاص من جميع الديانات، وقد حثثتهم على أن ينقلوا معهم إلى مجتمعاتهم رسالة أمل وسلام من أجل مستقبل أفضل للمنطقة". وعلم "العربي الجديد" أن الوفد يضم بالأساس 15 إماماً، من فرنسا، وإيطاليا، وهولندا، وبريطانيا، وبادر إلى تنظيم الزيارة منظمة إلنيت، الرامية إلى تعزيز العلاقات بين أوروبا وإسرائيل، إلى جانب الإمام حسن شلومني من خلال مكتب المنظمة في العاصمة الفرنسية باريس.
وتعمل المنظمة عموماً على تنظيم زيارات لسياسيين وبرلمانيين، لكنها رأت في هذه الفترة، وفق ما علم "العربي الجديد" من مصادر مطّلعة، أن من المناسب، استضافة بعثة مكونة من هذه الشخصيات، "بسبب الفترة المعقدة. ومن المهم بالنسبة إلى إسرائيل أن تفهم الجاليات المسلمة في أوروبا، ما هو الواقع في إسرائيل. أيضاً في القضايا الاستراتيجية والإقليمية، مثل التهديد الإيراني، والتطلّع إلى السلام مع سورية ولبنان واتفاقيات التطبيع، وأيضاً الوضع مع الفلسطينيين". ويكمن الهدف الحقيقي من تنظيم الزيارة، في دفع أعضاء الوفد إلى الارتباط بالواقع الإسرائيلي، والتضامن مع إسرائيل والإسرائيليين.
وبحسب معلومات "العربي الجديد"، فإن أعضاء الوفد، الذي يواصل زيارته لدولة الاحتلال حتى غد الخميس، زاروا إلى جانب مقر الرئيس الإسرائيلي، مؤسسة "ياد فاشيم" لإحياء ذكرى المحرقة النازية، وتوجّهوا إلى المسجد الأقصى، وتجوّلوا في البلدة القديمة من القدس، والتقوا عرباً من شرق القدس، وزاروا اليوم الأربعاء مناطق إسرائيلية محيطة بقطاع غزة، أو ما يُعرف بغلاف غزة، وتحديداً "كفار عزة"، حيث كان حفل النوفا في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يوم تنفيذ حركة حماس عملية طوفان الأقصى. كذلك التقوا عائلات محتجزين إسرائيليين.
وعلم "العربي الجديد" أن الزيارة تهدف إلى "الاطلاع على الوضع في إسرائيل، فالناس الذين يعيشون في أوروبا لا يفهمون دائماً المجتمع الإسرائيلي، وجميع أعضاء الوفد يزورن إسرائيل لأول مرة"، وأن إسرائيل تحاول استثمار الزيارة لتمرير رسائل من خلال أعضاء الوفد للمجتمعات المسلمة في أوروبا. وحرص المنظمون على لقاء الوفد عدة شخصيات إسرائيلية مع توجهات مختلفة، من بينها وزير الأديان الإسرائيلي ميخائيل مالكئيلي، ونواب من الائتلاف والمعارضة، وكل من يلتقيهم يمرر عبرهم رسائله، ومختلف أطياف المجتمع الإسرائيلي، ومختلف التوجهات السياسية. وحول حرب الإبادة على قطاع غزة، علم "العربي الجديد" أن موقف الوفد بالأساس هو "التضامن مع الشعب الإسرائيلي، وكذلك مع الشعب الفلسطيني. وتحدّثوا عن السلام، وأعربوا عن قلقهم إزاء الحاصل في غزة، متمنين أن ينتهي الأمر سريعاً".

Related News

