
عُقدت في قبرص، اليوم الأربعاء، قمّة قبرصية - لبنانية، أكدت الحرص على تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات، وبحثت التطورات في لبنان والمنطقة. وتوجّه الرئيس اللبناني جوزاف عون صباح اليوم إلى قبرص، حيث عقد لقاء ثنائياً مع الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدس، أعرب خلاله الأخير عن حرصه على تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في مجال الدفاع، والأمن، والطاقة، والتجارة، والسياحة.
وقالت مصادر رسمية لبنانية لـ"العربي الجديد"، إن "اللقاء تناول العلاقات المشتركة بين البلدين، وكيفية تعزيزها وتطويرها، بما يخدم مصلحة لبنان وقبرص، كما بحث التطورات التي تحصل في لبنان والمنطقة، وكان هناك تأكيد من الرئيس القبرصي على وقوف قبرص إلى جانب لبنان، ودعمها لاستقراره وأمنه".
وفي معرض تعليقها على التصعيد الإسرائيلي المستمرّ، رغم الأجواء الإيجابية التي رافقت جولة الموفد الأميركي توماس برّاك، وأبرزه ما حصل من استهداف إسرائيلي أمس الثلاثاء في شمال لبنان، أشارت المصادر إلى أن "لبنان يدين هذه الاعتداءات، ولم يوقف اتصالاته مع الخارج والمجتمع الدولي من أجل الضغط على إسرائيل لوقف خروقاتها واعتداءاتها على الأراضي اللبنانية، وهو مستمرّ بتكثيفها حتى تحقّق ذلك". ولفتت إلى أن "الأجواء التي رافقت جولة برّاك إيجابية، طبعاً سيخرج الكثير من الكلام والمعلومات والتحليلات عنها، لكن ما سمعناه كان إيجابياً، وننتظر عودته قريباً إلى بيروت حاملاً الردّ الأميركي على الموقف اللبناني".
وأشارت إلى أن "برّاك لم يقدّم ضمانات للبنان بوقف الاعتداءات الإسرائيلية، وسنواصل سلك جميع الوسائل الدبلوماسية لوضع حدّ لها، ولإخراج الإسرائيلي من النقاط الخمسة التي يحتلها". وشددت المصادر على أن "لبنان شدّد على تنفيذه التزاماته وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، والقرار 1701، وهو لم يخرقه منذ دخوله حيز التنفيذ، والجيش اللبناني يقوم بمهامه بهذا الإطار، مع تكرار الحاجة إلى ضرورة تقديم المجتمع الدولي الدعم له لاستكمال مهامه واتمامها على الشكل المطلوب".
وخلال اللقاء بين عون وكريستودوليدس، أكد الرئيس القبرصي أن "رخاء لبنان واستقراره يمثلان أهمية استراتيجية بالنسبة إلى قبرص والاتحاد الأوروبي". وحيّا الجهود التي يقوم بها عون للتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، وأيضاً اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي دخل حيز التنفيذ في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وشدد الرئيس القبرصي في مؤتمر صحافي مشترك مع عون، على أنّ "لبنان الذي يتمتع بالاستقرار والسلام والقوة، من الممكن أن يقود منطقة شرق المتوسط كي تكون أقوى وأكثر سلاماً"، كاشفاً عن أنّ "الدعم المادي الذي أقرته المفوضية الأوروبية للبنان، بقيمة مليار يورو، بات اليوم في المرحلة الأخيرة لإتاحته، من أجل دعم قطاعات عدة فيه".
وإذ لفت إلى أن "قبرص ستترأس مجلس الاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من عام 2026"، أوضح الرئيس القبرصي أن "قبرص ستعمل ما في وسعها من أجل تأكيد أهمية لبنان والمنطقة بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي"، مشيراً في هذا السياق، إلى الاجتماع المزمع عقده العام المقبل بين قادة الاتحاد ودول المنطقة، معيداً التأكيد على موقف بلاده لجهة احترام سيادة لبنان ووحدة أراضيه.
من جهته، أكد عون أن "لبنان يتطلع إلى قبرص كونها البلد الذي لطالما كان الداعم له وسيبقى"، مضيفاً "تحوّلنا معاً، مُستقَراً لكل من يسعى إلى السلام والحرية، وهذا هو أكثر ما يجمعنا اليوم وأعمق ما نريده لبلدينا، وشعبينا، ومنطقتنا، والعالم. السلام العادل، عبر الحوار، لتبادل كل الحقوق، والحرية المسؤولة، الحاضنة لكل ازدهار وإبداع وتطور لحياة البشر وخيرهم".
على صعيد ثانٍ، قال الرئيس القبرصي إنه "بالنسبة إلى التطورات التي تحدث في المنطقة، فإنّ قبرص، وهي أقرب دولة عضو في الاتحاد الأوروبي من المنطقة، تريد تقليل حدة التوتر فيها، ونحن نعي التزامنا ونقوم بما يتسنى لنا من مساعٍ حتى نكون بمثابة شريك ثابت. وأود الاشارة إلى الاجتماع الخماسي الذي عُقد في باريس في شهر مارس/ آذار الماضي، بمشاركة الرئيس الفرنسي ورئيس وزراء اليونان والرئيس السوري، وكانت فرصة عظيمة لنا كي نناقش مستقبل منطقتنا، ونتبادل الآراء حول الجهود التي من الممكن أن نتشارك فيها".
وأضاف "أغتنم هذه الفرصة لأعبّر عن الأمل بوجود تقدم بالنسبة إلى موضوع قطاع غزة، ونؤكد التزامنا بالقانون الدولي وكل الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار وتحرير الرهائن (المحتجزين الإسرائيليين)، وفي الوقت نفسه، فإنّ موقفنا واضح ويتعلق بتوفير المساعدات الإنسانية من دون انقطاع إلى المواطنين العزل، ونحن في دولة قبرص نساهم بشكل فعّال في هذا الموقف".
