
كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن مكافآت أميركية ضخمة من واشنطن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتزامن مع اتفاق مرتقب لوقف إطلاق النار في غزة، في صورة استثمارات أميركية بمليارات الدولارات في البنية التحتية العسكرية الإسرائيلية. وجميع هذه المشاريع ممولة من المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل التي تبلغ قرابة 4 مليارات دولار سنوياً، لكنها زادت وقت الحرب ثلاثة أضعاف.
وفقاً لوثائق رسمية من سلاح المهندسين في الجيش الأميركي نُشرت على الإنترنت، قالت "هآرتس" يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة تنفذ سلسلة مشاريع عسكرية ضخمة في إسرائيل، تكلف مليارات الشواكل الإسرائيلية، تشمل تجهيز بنية تحتية جديدة لاستيعاب مروحيات وطائرات تزويد الوقود، إلى جانب إنشاء مقرات ووحدات جديدة، منها مقر جديد لأسطول الكوماندوز البحري، وقواعد صيانة متطورة للمركبات المدرعة.
وأظهرت الوثائق الرسمية التي نشرها سلاح المهندسين الأميركي على الإنترنت عشرات المناقصات التي أُطلِقَت لصالح إسرائيل، وتراوح قيمتها بين ملايين ومئات الملايين من الدولارات، وأن وثائق العطاءات تحتوي على آلاف الصفحات التي تكشف بدقة تفاصيل الإنشاءات وتكاليفها. ومن أبرز المشاريع التي تشيدها أميركا لصالح إسرائيل بناء مخابئ لتخزين الذخيرة في قاعدة "هاتسيريم" الجوية بتكلفة 100 مليون دولار، وإنشاء منطقة مخصصة لتحميل المواد الخطرة وتفريغها بقيمة 10 ملايين دولار، وتجهيز قاعدة "تل نوف" لاستيعاب 12 مروحية جديدة من خلال هدم منشآت قائمة وبناء حظائر ومواقف ومستودعات، بتكلفة تصل إلى 250 مليون دولار.
وسبق أن كشفت تقارير عام 2012 عن بناء مجمع سري تحت الأرض يُعرف بـ"الموقع 911" داخل قاعدة "نيفاتيم"، بالتعاون المباشر بين الجيش الأميركي وسلاح الجو الإسرائيلي. وفي عام 2012 أيضاً، أعلن سلاح الهندسة الأميركي بناء منشأة سرية أخرى تحت سطح الأرض في "موقع 81"، بتكلفة 100 مليون دولار، في ظل تخوف من تضرر السرية الإلكترومغناطيسية، لكن صوراً أرفقت بالتقرير كشفت عن أنه موقع تحت مبنى في وسط تل أبيب، وفقاً لصحيفة هآرتس.
20 مشروعاً بـ1.5 مليار دولار
وأظهرت وثائق سلاح الهندسة في الجيش الأميركي أن دعوات وجهت لمقاولين عسكريين أميركيين لبناء مشاريع في إسرائيل تشمل أعمالاً بمبلغ يزيد على 250 مليون دولار، ومشاريع مستقبلية تزيد على مليار دولار. وحسب وثائق سلاح الهندسة الأميركي، فإن عدد المشاريع يقارب العشرين بتكلفة 1.5 مليار دولار.
ويسمح لشركات أميركية فقط بالتقدم للمناقصات بصفة مقاول رئيسي، لأن هذه المشاريع ممولة من المساعدات الأميركية، لكن تنفذها شركات إسرائيلية بصفة مقاولين ثانويين. ويبلغ المقاولون الذين يشاركون بجولات في المشاريع بصورة شفهية فقط بهدف الحفاظ على السرية، كذلك تطالب الوثائق شركات المقاولات التي تتنافس على تنفيذ الأعمال بالامتناع عن ذكر أي تفاصيل من شأنها أن تدل على مواقع المشاريع.
يذكر أن حجم المساعدات الأميركية لإسرائيل في السنوات من 2019 حتى 2028 يبلغ 3.8 مليارات دولار سنوياً، لكن واشنطن قدمت معونات عسكرية وأسلحة مجانية إلى إسرائيل تعادل قرابة 44 مليار دولار بعد حرب غزة ولبنان وإيران، حيث تلقت إسرائيل في السنة الأولى من الحرب، حتى سبتمبر/أيلول 2024، ذخيرة وأسلحة بمبلغ 18 مليار دولار تقريباً، حسبما ذكرت صحيفة "هآرتس" أول من أمس الاثنين. وفي يناير/ كانون الثاني الماضي صدّق الكونغرس على مساعدة عسكرية خاصة لإسرائيل، بمبلغ 26 مليار دولار، ضمنها 4 مليارات دولار لشراء صواريخ اعتراضية.
