تجديد الحرب التجارية: ترامب يهدد الدول التي تردّ على ضرائبه برسوم
Arab
4 days ago
share

كان من المفترض أن يبدأ اليوم الأربعاء (9 يوليو/ تموز) تطبيق التعريفات الجمركية الضخمة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في إبريل/ نيسان الماضي، إلا أن إدارة ترامب أرسلت حزمة من الرسائل إلى شركاء الولايات المتحدة التجاريين الرئيسيين بمعدلات تعريفة جمركية مرتفعة جداً للضغط عليها لإبرام اتفاقات تجارية، مع تأجيله زيادة الرسوم حتى الأول من أغسطس/ آب. كذلك حذّر ترامب في رسائله الدول من الرد الانتقامي.

وكتب ترامب: "إذا قررت أي دولة لأي سبب من الأسباب رفع الرسوم الجمركية على الولايات المتحدة، فإن المبلغ الذي تختاره سيُضاف إلى الرسوم التي ستُفرَض". وبعث ترامب رسائل إلى دول مختلفة الاثنين، بدأها بعزمه فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على سلع من اليابان (كانت بنسبة 24%) وكوريا الجنوبية. وفي وقت لاحق من يوم الاثنين، نشر ترامب رسائل سيرسلها إلى زعماء تونس والبوسنة والهرسك وإندونيسيا وبنغلادش وكمبوديا وتايلاند وصربيا، لإخطارهم بمعدلات الرسوم الجمركية التي سيتعين عليهم دفعها في الأول من أغسطس/ آب إذا لم يتوصلوا إلى اتفاق مع إدارته.

وفي الرسائل، يقول ترامب إنه سيحدد الرسوم الجمركية على تونس بنسبة 25%، وعلى البوسنة والهرسك بنسبة 30%، وعلى إندونيسيا بنسبة 32%، وعلى بنغلادش وصربيا بنسبة 35%، وعلى كمبوديا وتايلاند بنسبة 36%. كذلك خفض معدل الضريبة في ميانمار من 44% إلى 40%، وعلى ​​لاوس من 48% إلى 40%، وكازاخستان من 27% إلى 25%.

ورفع معدل الضريبة في ماليزيا إلى 25% من 24% المُعلنة في إبريل، بينما أبقى معدل الضريبة في جنوب أفريقيا ثابتًا عند 30%، ولم تُوضح الإدارة سبب تغيير بعض المعدلات، وفق وول ستريت جورنال. لاحقًا في البيت الأبيض، وقّع ترامب أمرًا تنفيذيًا أجّل ما يُسمى بالرسوم الجمركية "المتبادلة"، ما منح كل دولة متأثرة مهلة ثلاثة أسابيع إضافية للتوصل إلى اتفاق. وقال ترامب: "لقد توصلنا إلى اتفاق مع المملكة المتحدة، واتفاق مع الصين، واتفاق وشيك مع الهند. أما الآخرون الذين التقيناهم، فلا نعتقد أننا سنتمكن من التوصل إلى اتفاق. لذلك أرسلنا لهم رسالة فقط".

وهدد بأنه منفتح على المفاوضات بعد فرض رسوم جمركية تراوح بين 25% إلى 40% على عدة دول. ومع ذلك، قال الرئيس الأميركي إن الموعد النهائي في الأول من أغسطس/ آب "ليس حاسماً بنسبة 100%"، وأشار إلى أنه قد يعدل أسعار الرسوم أكثر، مشيرًا إلى أنه سينظر بعين الرضا إلى استمرار الدول في تقديم تنازلات إضافية. وقال: "لن نكون منصفين".

تأجيل موعد تطبيق الرسوم

واجه ترامب ومسؤولون آخرون في البيت الأبيض أسئلة عما إذا كانت الرسائل مجرد طريقة جديدة لإلغاء الموعد النهائي الوشيك في 9 يوليو/ تموز لرسومه الجمركية المتبادلة، التي أُعلنَت لأول مرة في 2 إبريل/ نيسان. كانت معظم معدلات الرسوم الجمركية، التي جرت مشاركتها على منصة تروث سوشال الخاصة به، متوافقة إلى حد كبير مع ما أعلنه ترامب بالفعل عن الدول التي من المرجح أن تواجهها.

وصرحت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، بأن رسائل إضافية ستصل خلال الأيام المقبلة. وتُعدّ اليابان وكوريا الجنوبية من كبار مُصدّري السيارات، وتواجهان أيضًا رسومًا جمركية أميركية على الصلب. عندما سُئلت عن سبب اختيار ترامب استهداف اليابان وكوريا الجنوبية أولًا، قالت ليفيت إن ذلك "من اختصاص الرئيس"، مضيفةً أن "هاتين الدولتين هما من اختارهما".

وأضافت أن الإدارة "قريبة" من إبرام اتفاقيات مع شركاء تجاريين آخرين، وأن ترامب "يريد ضمان أن تكون هذه أفضل الصفقات الممكنة". رغم أن اليابان وكوريا الجنوبية من أقرب حلفاء الولايات المتحدة في آسيا، إلا أنهما تواجهان أوضاعًا داخلية قد يكون إبرام صفقات تجارية فيها محفوفًا بالمخاطر سياسيًا، بحسب "بلومبيرغ". لم يتولَّ الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ منصبه إلا في الرابع من يونيو/حزيران، كذلك فإن انتخابات مجلس الشيوخ الياباني التي أُجريت في وقت لاحق من هذا الشهر جعلت حكومة رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا مترددة في تقديم تنازلات كبيرة.

تُضيف ضرائب ترامب أموالاً إضافية إلى الخزانة الأميركية في وقتٍ يخشى فيه المستثمرون من تزايد ديون البلاد، ولا سيما بعد أن أقرّ الكونغرس معظم أجندة الرئيس الاقتصادية عبر حزمة تخفيضات ضريبية وإنفاق بقيمة 3.4 تريليونات دولار الأسبوع الماضي. وقد تراجع الدولار، ولا تزال تكاليف الاقتراض طويل الأجل مرتفعة.

وتشرح وكالة بلومبيرغ أنه على الرغم من تأكيد ترامب أن الدول الأجنبية تدفع رسومه الجمركية مباشرة، فإن العبء يقع في الواقع على عاتق المستوردين الأميركيين الذين يتعين عليهم التعامل مع هوامش ربح أكثر صرامة، والتفكير في رفع الأسعار للمستهلكين أو السعي للحصول على خصومات من الموردين الأجانب. وصرّح مسؤول في البيت الأبيض لـ"وول ستريت جورنال" بأن الرسوم الجمركية المتبادلة لن تُطبق على المنتجات المشمولة برسوم ترامب الجمركية المنفصلة المتعلقة بالأمن القومي.

حتى الآن، فرض الرئيس رسومًا جمركية بنسبة 50% على الصلب والألومنيوم، و25% على السيارات. وتدرس وزارة التجارة حاليًا فرض رسوم جمركية مماثلة على أشباه الموصلات والأخشاب والمعادن الأساسية والنحاس.

وكتب جوناثان غولد، نائب رئيس سلسلة التوريد وسياسة الجمارك في الاتحاد الوطني لتجارة التجزئة، في منشور على موقع لينكد إن يوم الجمعة: "كل هذه الإيرادات الجديدة ليست سوى ضريبة على الشركات الأميركية". وفي حفل أقيم في حديقة الورود في الثاني من إبريل، أعلنت إدارة ترامب فرض رسوم جمركية أعلى على أكثر من 50 شريكًا تجاريًا، بنسب تصل إلى 50%، ما أحدث صدمةً للتوقعات الاقتصادية، ودفع الأسواق المالية إلى حالة من الانهيار. وبعد أسبوع، علق الرئيس العمل بتلك الرسوم.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows