إيطاليا في قلب النزاع حول غاز المتوسط
Arab
4 days ago
share

تراقب إيطاليا السباق المحموم على موارد الطاقة في شرق البحر المتوسط، بعدما أعلنت ليبيا وتركيا عن تعزيز شراكتهما في قطاع الطاقة، ما أعاد إشعال التوترات القديمة مع اليونان حول ترسيم المناطق الاقتصادية الخالصة، وهو نزاع قد تكون له تداعيات جيوسياسية واقتصادية واسعة، ليس فقط على الأطراف المباشرة، بل أيضًا على دول مثل إيطاليا ومصر.

وذكرت مجلة "إل باتّو سوتشالي" الإيطالية في تقرير حمل عنوان "نزاع على احتياطيات الغاز في شرق المتوسط"، أن وزير النفط في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، خليفة عبد الصادق، استقبل في العاصمة طرابلس نظيره التركي، ألب أرسلان بيرقدار، وشكلت مذكرة التفاهم الموقعة بين المؤسسة الوطنية الليبية للنفط (NOC) وشركة النفط التركية (TPAO) محور المحادثات، حيث تنص على تنفيذ أعمال استكشاف وإنتاج في أربعة بلوكات بحرية تقول ليبيا إنها تقع ضمن منطقتها الاقتصادية الخالصة. وتابعت المجلة أن أثينا اعتبرت هذا الاتفاق التركي-الليبي صداماً قانونياً وجيوسياسياً.

وأعلنت الحكومة اليونانية عن إطلاق مناقصة دولية جديدة للتنقيب عن المحروقات قبالة سواحل جزيرة كريت، في مناطق تعتبرها ليبيا جزءًا من مياهها الاقتصادية، ما فجّر توتراً حاداً. ورأى المحلل الإيطالي ماركو فلوريان، المدير السابق للتعاون الدولي في غرفة التجارة الإيطالية-اليونانية في سالونيك، أن "أي تهديد للاستقرار في شرق المتوسط قد يعني تدمير طرق التجارة من قناة السويس وإليها، مما سيسفر عن آثار كارثية على الصادرات وخسائر للصناعة الإيطالية.

وأضاف أنه "في حال اندلاع نزاع عسكري، فإن المادة 42 من معاهدة الاتحاد الأوروبي تنص على التزام الدول الأعضاء بتقديم الدعم العسكري لأي دولة عضو تتعرض لهجوم، وهو ما قد يفتح بابًا لمواجهة مباشرة مع تركيا. صحيح أنه احتمال ضعيف، لكنه ليس معدومًا". من جهته، اعتبر كبير مستشاري مؤسسة "ميد-أور"الإيطالية للأبحاث، دانييلي روفينيتّي، أن "الشراكة الطاقوية بين ليبيا وتركيا ليست فقط اتفاقاً ثنائياً، بل تحدٍّ لتوازنات شرق المتوسط الهشة".

وأضاف روفينيتّي، في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، أن "التوترات المرتبطة بالمناطق الاقتصادية الخالصة، التي تغذيها رؤى قانونية متعارضة وطموحات جيوسياسية، من شأنها تعريض الاستقرار الإقليمي للمخاطر، مع تأثير الدومينو على جنوب أوروبا وبصفة خاصة على إيطاليا"، مشدداً على أنه "لا ينبغي التقليل من أهمية أن كل هذا التوتر يحدث قبالة قناة السويس، التي تلعب دوراً محورياً للغاية بالنسبة لأوروبا وإيطاليا، والتي تشهد بالفعل أجواء من عدم الاستقرار بطول البحر الأحمر. نحن في غنى، إذاً، عن أي فوضى تجتاح أيضاً الجانب المتوسطي من القناة".

واستدرك الخبير الإيطالي أنه "على الرغم من ذلك، فإن ثمة فرصة تلوح وسط هذه الخصومات المتشابكة: تجاوز منطق الصراع من أجل بناء مستقبل للتعاون".

ورأى أن "الدبلوماسية والقانون الدولي والحلول الابتكارية سيكون لها دور حاسم من أجل تجنب أن يصبح البحر المتوسط جبهة قتال، وتحويله ليكون مثالاً للرخاء المشترك"، مشيراً إلى أنه "يجب التوضيح أيضاً أنه على أساس هذه الإشكاليات، ثمة أيضاً محاور، في طرابلس، لم يعد يملك الشرعية السياسية لحكم مؤسسات الدولة، ويبحث عن أي ذريعة من أجل التشبث بالسلطة".

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows