
وصل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الثلاثاء، إلى البيت الأبيض للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في اجتماع هو الثاني بينهما خلال 24 ساعة. وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية (الخاصة): "وصل رئيس الوزراء نتنياهو إلى الجناح الغربي من البيت الأبيض لعقد اجتماع آخر مع الرئيس ترامب". وأضافت الصحيفة: "هذه المرة أيضًا، يتركز الاهتمام في الاجتماع على غزة".
وفي العاصمة القطرية الدوحة، تتواصل مفاوضات غير مباشرة عبر وسطاء دوليين في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى. ويأتي ذلك فيما تواصل إسرائيل حربها على القطاع، حيث قتلت وأصابت عشرات الفلسطينيين منذ ساعات الصباح. وقال ترامب قبيل الاجتماع عن لقائه مع نتنياهو: "سنتحدث تقريبًا فقط عن غزة، علينا أن نحل هذه المشكلة". وأضاف: "غزة مأساة. هو (نتنياهو) يريد حلها، وأنا أريد حلها، وأعتقد أن الطرف الآخر (حماس) يريد حلها أيضًا"، وفق المصدر ذاته.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو وصل إلى البيت الأبيض دون تغطية إعلامية لوصوله، فيما أبلغت وزارة الخارجية الأميركية المراسلين الإسرائيليين، حوالي الساعة 20:30 بتوقيت غرينتش، بأن الاجتماع قد بدأ بالفعل وسيستمر لنحو ساعتين. ولفتت إلى أن الاجتماع يُعقد خلف أبواب مغلقة، مع احتمال أن يدلي نتنياهو وترامب بتصريحات علنية لاحقًا.
من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، عزت الرشق، إن تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حول "إطلاق سراح جميع الرهائن واستسلام حماس" تعكس حالة "هزيمة نفسية" ولا تعبر عن حقائق الميدان. وأضاف الرشق، في بيان صحافي، أن إقرار قادة الاحتلال بفشلهم الذريع في استعادة الأسرى عبر العملية العسكرية يؤكد أن السبيل الوحيد للإفراج عنهم هو "صفقة جادة مع المقاومة". وشدد على أن غزة لن تستسلم، وأن المقاومة الفلسطينية هي من ستفرض الشروط كما فرضت المعادلات سابقًا.
وكان مبعوث الرئيس الأميركي ستيف ويتكوف قد قال إن المفاوضات بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية "حماس" تشهد تقليصاً للقضايا الخلافية "من أربع إلى واحدة فقط"، معرباً عن أمله في التوصل إلى اتفاق قبل نهاية الأسبوع الجاري. وأضاف ويتكوف: "نسعى لحل النزاع في غزة بصورة حقيقية تؤسس لسلام دائم، ونواصل جهود تقريب وجهات النظر".
ونقلت القناة 15 الإسرائيلية عن مصادر مطلعة أن القضية الخلافية المتبقية في محادثات الدوحة تتعلق بخطوط انتشار جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة خلال الستين يوماً التي تلي وقف إطلاق النار المحتمل. ويأتي هذا الحراك السياسي بينما يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في غزة، وسط ضغوط دولية متزايدة للتوصل إلى هدنة شاملة تفتح الطريق أمام حلول سياسية أطول مدى.
(الأناضول، العربي الجديد)
