
يعلن غدا الأربعاء في العاصمة الماليزية عن الانضمام الرسمي للجزائر إلى معاهدة الصداقة والتعاون لرابطة دول جنوب آسيا "آسيان"، في خطوة تستهدف إعادة بعث وإحياء علاقات الجزائر وتعاونها الاقتصادي مع دول شرق آسيا وآسيا الوسطى. ويأتي الانضمام بعد عقود تخلفت فيها الجزائر وأغفلت في سلم علاقاتها دول هذه المنطقة، على غرار سنغافورة وماليزيا وإندونيسيا وغيرها.
ووصل وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف اليوم الثلاثاء الى العاصمة كوالالمبور، لحضور مراسم التوقيع على وثيقة انضمام الجزائر إلى معاهدة الصداقة والتعاون في جنوب شرق آسيا (آسيان)، خلال أشغال الدورة 58 لاجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا، بحسب بيان للخارجية الجزائرية، حيث كانت الجزائر قد أعلنت في ديسمبر/ كانون الأول 2023 تقديم طلب رسمي للانضمام للمعاهدة، ويترقب أن تعلن المنظمة عن قبول انضمام الجزائر إليها.
وقبل ماليزيا، كان وزير الخارجية الجزائري قد زار سنغافورة أمس الاثنين، وعقد اجتماعا مع وزير الخارجية السنغافوري فيفيان بلاكريشنان، لمناقشة فرص الشراكة والتعاون الواعدة وآفاق توسيعها لتشمل مجالات ذات أولوية بالنسبة للبلدين، على غرار الصناعة بمختلف فروعها، الفلاحة، الرقمنة، المؤسسات الناشئة والتربية والتعليم العالي، خاصة بعد نجاح تجارب شراكة بين البلدين في مجالي تسيير الموانئ والصناعة التحويلية.
كما اطلع على تجربة سنغافورة الرائدة في ميدان الحوكمة الحضرية، وناقش إمكانية التعاون والتبادل الممكنة بين البلدين في المجالات ذات الصلة بالتحول الرقمي الحضري وتسيير المدن الذكية والمستدامة.
بتكليف من السيد رئيس الجمهورية، حلّ وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، السيد @AhmedAttaf_Dz ، صبيحة اليوم بكوالالمبور، في مهمة رسمية إلى دولة ماليزيا الشقيقة.
— وزارة الشؤون الخارجية| MFA-Algeria (@Algeria_MFA) July 8, 2025
🇩🇿🇲🇾
للإطلاع على البيان الصحفي كاملا عبر الرابط:https://t.co/AHC5ICEokY pic.twitter.com/W61qb6hC8U
وسبق لعطاف أن أطلق منذ فترة إشارات في هذا الاتجاه، إذ كان قد أكد في 29 أغسطس/آب 2023 أن الجزائر تعمل على "تحويل محور من محاور السياسة الخارجية نحو آسيا الوسطى وآسيا"، مشددا على أن "المستقبل هناك"، خاصة وأن دول المنطقة "تملك تجارب تنمية وتحول سياسي واقتصادي ناجح، على غرار سنغافورة وإندونيسيا وماليزيا وفيتنام وغيرها".
ويعتقد الكاتب المختص في الشؤون السياسية، عمار سيغة، أن الجزائر "باتت تتبع بالفعل توجها جديدا ومهما للبحث عن شركاء جدد"، وقال لـ"العربي الجديد" إن "التوجه نحو دول مهمة في آسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا، بما في ذلك سنغافورة وإندونيسيا وماليزيا، يعزز ذلك، خاصة وأن هناك سابق رصيد من الثقة والروابط التاريخية التي تساعد على ذلك".
وأضاف سيغة أن "العلاقات الجزائرية مع الدول الآسيوية تعود إلى فترة الكفاح المشترك من أجل الاستقلال، خاصة عبر مؤتمر باندونغ بإندونيسيا عام 1955، وهذا الأساس التاريخي يشكل دافعًا لتعزيز العلاقات الحالية"، مشيرا إلى أن "الجزائر تضع تنمية العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية مع منطقة آسيا والمحيط الهادئ إحدى أولوياتها في إطار السياسة الخارجية الجزائرية، حيث انضمت الجزائر إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، الذي جرى إنشاؤه في إطار مبادرة الحزام والطريق الصينية، مما يؤكد اهتمامها بالاندماج في الأطر الاقتصادية الآسيوية".

Related News

