طالب رئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن بضرورة دخول وسائل الإعلام ومنظمات الإغاثة إلى غزة للاطلاع على "الأهوال الكاملة" التي لحقت بها جرّاء حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة، التي خلّفت حتى اليوم الثلاثاء 57 ألفاً و575 شهيداً، و136 ألفاً و879 مصاباً، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، بالإضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم عشرات الأطفال.

وفي حديثه أثناء توجهه إلى اجتماع مجلس الوزراء اليوم الثلاثاء، قال مارتن: "يحتاج الناس إلى رؤية الأهوال الكاملة التي لحقت بغزة"، مضيفاً أن "مشاهدة" المزيد من الناس لمثل هذه المَشاهِد يمكن أن تساعد في وقف المزيد من الحروب في المستقبل. وأكّد على أن "معظم الناس حول العالم مصدومون من المرحلة الأخيرة من حرب غزة"، مضيفاً أن ما يجري في القطاع "يتجاوز الفهم البشري" في هذه المرحلة.

والتصريحات المتضامنة مع الغزيين ليست غريبة على أيرلندا، إذ لا تتوقف المظاهرات التضامنية في ساحات البلاد، واعتمدت الحكومة الأيرلندية مشروع قانون يحظر استيراد منتجات المستوطنات الإسرائيلية، وتدعم أيرلندا جنوب أفريقيا في دعواها أمام محكمة العدل الدولية، التي تتّهم إسرائيل بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في غزة.

إسرائيل تصرّ على عدم دخول الإعلام إلى غزة

يمنع الاحتلال دخول الإعلام الدولي إلى قطاع غزة مخافة انكشاف المزيد من الفضائع التي تتسلّل يومياً عبر كاميرات الصحافيين الفلسطينيين ومواقع التواصل الاجتماعي، ولا يسمح سوى بجولات للصحافيين برفقة جيش الاحتلال، للتحكم في الصور التي تخرج من القطاع، بينما يطارد الصحافيين الفلسطينيين بقتلهم هم وذويهم، ما جعل غزة أكبر مقبرة للصحافيين في العالم بـ228 صحافياً شهيداً.

ووُجّهت دعوات دولية متكررة للسماح لوسائل الإعلام الدولية بدخول القطاع. في فبراير/ شباط 2024 دعا أكثر من 55 مراسلاً أجنبياً من مؤسسات إعلامية مثل "بي بي سي" و"سكاي" و"سي أن أن" إلى "وصول حر وغير مقيد" لدعم جهود الصحافيين الفلسطينيين. ووقّع قادة أكثر من 30 مؤسسة إخبارية رسالة مفتوحة أعربوا فيها عن تضامنهم مع الصحافيين في غزة، ودعوا إلى محاسبة استهدافهم. حتى الصحافيون اليهود في بريطانيا وقعوا رسالة مفتوحة تصف حظر الوصول إلى غزة بأنه "تقييد غير مقبول لمسؤوليتنا المهنية في إعلام القراء والمشاهدين والمستمعين بدقة وحيادية". ولكن إسرائيل تصرّ على المنع.