
ذكر موقع "أكسيوس" الإخباري أن التحوّل الذي طرأ على موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بإعلانه أمس عن نيته إرسال المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا، لمساعدتها على الدفاع عن نفسها في وجه روسيا، بدأت تتضح ملامحه الجمعة الماضي بعدما أجرى محادثة هاتفية مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وصفها الطرفان بأنها "الأفضل" منذ تولي ترامب مهامه في يناير/كانون الثاني الماضي.
وقال ترامب لصحافيين في البيت الأبيض في عشاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "سنرسل المزيد من الأسلحة، علينا ذلك. يجب أن يكونوا (الأوكرانيون) قادرين على الدفاع عن أنفسهم"، وأضاف "إنهم يتعرضون لضربات شديدة الآن. سيتعين علينا إرسال المزيد من الأسلحة... أسلحة دفاعية في المقام الأول". وكان ترامب قال لصحافيين، يوم الجمعة الماضي، إن أوكرانيا ستحتاج إلى صواريخ باتريوت للدفاع عن نفسها، لكنه لم يشر لها مجدداً أمس.
ونقل "أكسيوس" عن مصدرين مطلعين على المحادثة الهاتفية قولهما إنّ ترامب أخبر زيلينسكي بأنه يود مساعدة أوكرانيا على صعيد الدفاع الجوي، لكنّه شدد على أن الولايات المتحدة الأميركية اضطرت إلى التوقف مؤقتاً عن إرسال شحنات الأسلحة الأخيرة من أجل مراجعة مخزونها. وأضاف المصدران أن ترامب تعهد بإرسال 10 صواريخ باتريوت، وهو رقم أقل مما كان مخططاً له في الشحنة المؤجلة، وكذلك المساعدة في البحث عن طرق أخرى للتزود بالصواريخ.
من جهة، أخرى أورد "أكسيوس" عن مسؤول ألماني قوله إنّ المستشار الألماني، فريديريش ميرز، اتصل الخميس بترامب وطلب منه السماح بإرسال صواريخ باتريوت التي كانت متجهة إلى أوكرانيا. وأضاف المسؤول ذاته أن ميرز أخبر ترامب بأن ألمانيا مستعدة لشراء بطاريات باتريوت من الولايات المتحدة الأميركية وإرسالها بعد ذلك إلى أوكرانيا. في المقابل، نقل الموقع الإخباري عن ثلاثة مصادر مطلعة قولها إنّ ترامب اقترح على ألمانيا بيع واحدة من بطاريات باتريوت التي بحوزتها إلى أوكرانيا، وأضاف هؤلاء أن الحلفاء الأميركيين والأوروبيين سيتقاسمون التكلفة فيما بينهم، لافتاً إلى أن ترامب وميرز لم يتوصلا إلى اتفاق بهذا الشأن، بينما تتواصل المحادثات من أجل التوصل لمخرج.
بموازاة ذلك، قال "أكسيوس" إن ترامب ليس قلقاً بشأن مخزون الأسلحة، بل أخبر مقربين منه "هذه ليست حربي"، معرباً عن خشيته من أن تتحول إلى ذلك في حال بدأ بإرسال الأسلحة إلى أوكرانيا. وصرح ترامب علناً بأنه "يشعر بخيبة أمل كبيرة" و"لم يحرز أي تقدم" بشأن اتفاق السلام في أوكرانيا في مكالمة أجراها، يوم الخميس الماضي، مع نظيره الروسي الذي كثفت بلاده ضرباتها الجوية مباشرة بعد المكالمة.
وحث ترامب خلالها على إنهاء الحرب، لكن بوتين رفض، وفقاً للكرملين. وقال ترامب ليل أمس الاثنين: "أشعر بخيبة أمل، بصراحة، لأن الرئيس بوتين لم يتوقف"، وقال مسؤولون إن ترامب أكد لزيلينسكي أن الولايات المتحدة سترسل أكبر قدر ممكن من المساعدات العسكرية. وقال الرئيس الأميركي إنه وجه بمراجعة مخزونات ذخيرة البنتاغون بعد أن ضربت الولايات المتحدة المواقع النووية الإيرانية الشهر الماضي، لكنه لم يأمر الوزارة بتجميد شحنات الأسلحة لأوكرانيا، وفقاً لتقارير إعلامية سابقة.

Related News

