"الكردستاني" يلغي تغطية إلقاء السلاح وبغداد تستعد لملء الفراغ
Arab
5 days ago
share

ألغى حزب العمال الكردستاني التركي المعارض، التغطية الإعلامية المقررة لمراسم إلقاء عدد من عناصره السلاح والمقررة هذا الأسبوع في مدينة السليمانية شمالي العراق، ضمن فعالية رمزية، لتأكيد قراره الذي اتخذه بـ"إنهاء الكفاح المسلح"، وإلقاء السلاح، استجابة لدعوة زعيمه المسجون عبد الله أوجلان.

القرار جاء بشكل مفاجئ بعد أيام من فتح الحزب باب الطلبات للمؤسسات الصحافية والقنوات المحلية والأجنبية، ومنح مندوبيها تراخيص لحضور الفعالية التي أبقى مكانها ووقتها مجهولين، لحين ساعات قليلة من إقامتها، وفقاً للقائمين على هذه الفعالية. وقال الحزب في بيان له، ليل الاثنين- الثلاثاء، إن الفعالية ستُقام كما هو مقرر، ولكن لن يتم بثها على الهواء مباشرة، ولن يُسمح بحضور ممثلي وسائل الإعلام، مرجعا ذلك، وفق البيان، "للظروف الأمنية المتغيرة". وأضاف: "تم تعديل تفاصيل المراسم التي كانت من المقرر إقامتها في السليمانية في اللحظة الأخيرة".

وكبديل عن الحضور المباشر، أشارت المنظمة إلى "وضع شاشة عرض بالقرب من مكان إقامة المراسم، وعرض تسجيلات فيديو للمراسم بعد انتهائها"، مؤكدة أن هذه ستكون "الوسيلة الوحيدة المتاحة" لاطلاع الجمهور على مجريات الحفل. وحتى الآن، لم يُحدد حزب العمال المكان الدقيق أو زمان إقامة الفعالية التي ستشمل نحو 30 عنصراً من مسلحي الحزب، وهي خطوة رمزية، تهدف إلى تأكيد قرار حل الحزب وإلقاء السلاح.

في السياق، نقل تلفزيون "رووداو"، المقرب من حكومة إقليم كردستان اليوم الثلاثاء، عن مصادر لم يسمها أن أكثر من 80 شخصية سياسية وثقافية وأكاديمية من تركيا وأوروبا والولايات المتحدة، دعيت للمشاركة في المراسم، إضافة إلى جميع الأطراف السياسية في إقليم كردستان.

وأعلن حزب العمال الكردستاني، في مايو/أيار الماضي حل نفسه وإنهاء الصراع المسلح استجابة لدعوة مؤسس الحزب عبد الله أوجلان. وجاءت الخطوة التي من المتوقع أن تسدل الستار على صراع استغرق 47 عاماً، بعد مسار عسير ومعقد منذ ظهور الحزب في سبعينيات القرن الماضي حتى اليوم.

وكانت المرحلة الحالية قد انطلقت في بداية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ومرت بمحطات عديدة، منها لقاءات مع أوجلان في محبسه، ودعوات من أوجلان للحزب إلى حل نفسه وتسليم سلاحه، وصولاً إلى استجابة الحزب لدعوة مؤسسه.

بغداد تستعد لملء مناطق "الكردستاني"

وتعليقاً على التطور، قال مسؤول عراقي في مستشارية الأمن القومي ببغداد، لـ"العربي الجديد"، إن هناك تنسيقا أمنيا واستخباريا على أعلى المستويات بين بغداد وأنقرة، حيال ملف حزب العمال الكردستاني بالتنسيق مع الفاعلين على الأرض في إقليم كردستان، في إشارة إلى حكومة أربيل والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة بافل الطالباني الذي يتولى إدارة محافظة السليمانية حيث مراسم التسليم.

وأضاف المسؤول: "من المبكر الحديث عن آلية تسليم السلاح وطريقة ذلك والجهة التي ستتسلمه، لكنها مراحل زمنية ولن تكون سريعة، وهناك خطوات منتظرة من الجانب التركي لإتمام علمية السلام"، مؤكداً أن القوات العراقية أعدت خطة لملء المناطق الجغرافية التي كانت خاضعة لسيطرة مسلحي الحزب". وحول ما إذا كان المسلحون والعناصر سيبقون بالعراق أم يغادروا، قال: "هناك خطة واسعة على عدة مراحل، ومن غير الصحيح التحدث بها كونها خاضعة أيضا للمتغيرات السياسية والأمنية على الأرض".

وأمس الاثنين، أكد عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، علي البنداوي، أن بلاده تتابع "مسار عملية السلام والخطوات التي يتخذها حزب العمال الكردستاني وما يرافقها من تطورات ميدانية وسياسية"، واصفاً الحدث بأنه "قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة في التعامل مع الملف الكردي إقليمياً". ويتركز الآلاف من مسلحي حزب العمال داخل المدن والمناطق العراقية الشمالية ضمن إقليم كردستان العراق ومحافظة نينوى.

وبعد الغزو الأميركي للعراق في 2003، تحولت مدن ومناطق كاملة في شمال العراق إلى معاقل رئيسية لـ"الكردستاني"، وهو ما دفع الجيش التركي إلى التوغل في العمق العراقي وإنشاء أكثر من 30 موقعاً عسكرياً دائماً له في الأراضي العراقية حتى عام 2013. وبعد اجتياح تنظيم "داعش" مساحات واسعة في العراق في 2014، توسع الحزب إلى سنجار ومخمور وزمار وكركوك تحت عنوان حماية الأيزيديين والأكراد، لتبلغ مساحة الأراضي التي يسيطر عليها أو ينشط فيها أكثر من أربعة آلاف كيلومتر مربع. ومن أبرز معاقل الحزب في شمال العراق: سلسلة جبال قنديل، مناطق سيدكان وسوران، الزاب، زاخو، العمادية، كاني ماسي، حفتانين، كارا، متين، زمار ومخمور، سنوني وفيشخابور، في محافظات دهوك، وأربيل، والسليمانية، ونينوى.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows