
في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتضمن كتباً في السياسة، والأدب، والترجمات، وغيرها.
■■■
صدر عن دار تكنو الإسبانية كتاب "المدينة قبل البحر: شنغهاي، ماضي الصين وحاضرها ومستقبلها" للكاتب كلاوديو إف. غونثاليث، وهو عمل يستعرض التحولات العميقة التي شهدتها مدينة شنغهاي، بوصفها فضاءً حضرياً تنعكس فيه التطلعات الفردية على خلفية معمار طموح وتاريخ كثيف. يرصد الكاتب الحياة اليومية في هذه المدينة الصينية الكبرى، حيث يسعى السكان إلى بناء المستقبل، لكنهم يواصلون الاصطدام ببقايا ماضٍ لا يزال حياً تحت السطح. الكتاب بمثابة شهادة سردية على التوتر الدائم بين الذاكرة والعمران، في واحدة من أكثر المدن تأثيراً في آسيا والعالم.
صدر عن مؤسّسة الفكر العربي كتاب "الجماليّة في الفكر الأندلسي" للمستعرِب والباحث الإسباني خوسيه ميغيل بويرتا بيلتشيز، بترجمة الزميل جعفر العلوني. يقدم الكتاب قراءة حديثة لتراث الأندلس، إذ يضيء على الأبعاد الجمالية في أعمال مفكرين مثل ابن حزم، وابن عربي، وابن رشد، وابن باجة، وابن طفيل، وابن خلدون وغيرهم، مع تركيز خاص على إرث قصر الحمراء بوصفه أيقونةً لما يسميه المؤلّف "جمالية المُطلق". يسعى الكتاب إلى ربط البعدَين الأخلاقي والصوفي في الفنون والشعر الأندلسي، ويدعو إلى إعادة النظر في الفكر العربي الكلاسيكي بصفته رافداً للفكر الجماليّ العالمي.
للكاتب والمترجم البريطاني المقيم في بيروت أليكس راؤول، صدر عن دار الجديد كتاب بعنوان "بالروح بالدم الناصرية ومواريثها" (416 صفحة)، وفيه يحاول الكاتب النظر إلى تركة عبد الناصر في ضوء واقع العالم العربي في ما بعد ربيع 2011. ليس الكتاب سيرةً لعبد الناصر، بل يركز على الجانب الأقسى في حكمه وعلى تدخلاته الإقليمية، بدءاً بالنظام الاستبدادي الذي أقامه في مصر إلى تدخلاته في سياسات البلاد المجاورة من قبيل ليبيا لتقوية حكّام أصبحوا، على حد تعبير راول "فريق الطغاة المارقين الذين أنزلوا العذاب على مجتمعاتهم".
"الظلال المتنقلة، مع أسامة بن منقذ في تركيا" عنوان كتاب في أدب الرحلة للناقد والقاص السوري عدي الزعبي صدر عن خان الجنوب، من مقدمته نقرأ: "أنا أيضاً، أقف على مفترق طرق: بعد انهيار الآمال في عالم لا يكترث بنا، وسقوط سورية في عَمَهٍ لا يزول، وفشلي في تنظيم حياتي المادية، والنفسية، والعائلية، والشخصية، وعقب سنين طويلة متخمة بالتنقلات القلقة، قررتُ أن أسافر إلى الجزيرة العليا، كي أتبع أسامة: ما الذي رآه في هذه الأراضي؟ هل ساعدته على فهم نفسه؟ هل نجح في حلّ الألغاز الكبرى، أم بقيت حياته تتبع الريح كورق الشجر؟".
عن منشورات جامعة ييل، صدرت طبعة ثانية من كتاب "مكتبة ستالين.. دكتاتور وكتبه" لأستاذ التاريخ الحديث والباحث البريطاني جيفري روبرتس. يستكشف المؤلف سيرة الزعيم السوفييتي من خلال رصد الكتب التي قرأها، وكيف تلقاها، وما تركته من أثر على شخصيته، في محاولة لفهم شغف ستالين بالقراءة طوال حياته وجمع صورة أدق حول جوانب خفيّة من حياته تبينّها آلاف الكتب التي كوّنت مكتبه والتعليقات التي شرح بها اقتباسات منها، وتكشف عن أفكارها ومشاعره ومعتقداته ومنها مؤلفات لبوشكين وغوغول وتولستوي وتشيخوف وهوغو وشكسبير ودوستويفسكي.
صدر عن دار بلوتو برس في لندن، كتاب "نسيج"، وهو مجموعة نصوص شعرية وقصص قصيرة ومقابلات ومقالات. يتناول الكتاب أشكال الحياة المتنوعة في المجتمع الفلسطيني، ويكشف عن جانب من الحكاية الفلسطينية في سياق الاستعمار والاحتلال، وأخيراً الحداثة. يضمّ الكتاب أربعة فصول، وهي: مسارات، واتجاهات الصلاة، وطبوغراغيا، وأماكن مألوفة. وتعرض هذه الفصول التعدّد الديني، ثم التحولات التي فرضها الاستعمار، ولاحقاً الاحتلال. أعدّ الكتاب الباحثان الأنثروبولوجيان؛ إربان روي، ونورا صالح، اللذان تركز أبحاثهما على الاستعمار الاستيطاني في فلسطين.
صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية، كتاب "تخيل الأرض المقدسة: كيف تمت عبرنة الخريطة الفلسطينية"، للكاتب والباحث الفلسطيني أحمد الدبش، ويبيّن الكتاب كيف تحوّل مفهوم "الأرض المقدّسة" من سردية روحية إلى أداة سياسية، فيرصد نشوء "الشعب اليهودي المتخيَّل" في القرن السابع عشر، وصولاً إلى صياغة مصطلح "أرض إسرائيل في القرن التاسع عشر، ليُوظَّف لاحقاً في المشروع الصهيوني. ويشرح كيف استثمرت الصهيونية، مدعومة بالمعرفة الاستعمارية والبريطانية، هذا التراث المختلَق؛ في إعادة تسمية الأمكنة وعبرنتها وتفريغ التاريخ الفلسطيني من معناه.
تسرد الكاتبة السورية شهلا العجيلي في روايتها "غرفة حنّا دياب" قصة أستاذة جامعية في مدينة حلب، وهي ابنة مثقف شيوعي ضاع دمه بين الإخوان المسلمين والبعثيين، ليترك لغز مقتله، سرّاً موجعاً. الرواية التي صدرت عن منشورات ضفاف وثقافة للنشر والتوزيع ومجاز، تغوص في التراث من خلال عمل البطلة على إكمال مشروع والدها في البحث عن حنا دياب وغرفته التي كان يروي فيها الحكايات بالعودة إلى مؤرخي وكتّاب "الليالي العربية" ممن دونوا حكايات عن نساء حلب ورجالاتها وهم: فتوح العارفين، وميسّر، وهيلين، وحسن، ويوحنّا السرياني.
