تقلبات مناخية في الجزائر: فيضانات شرقاً وجنوباً وموجة حر شمالاً
Arab
5 days ago
share

شهدت مناطق شرقي الجزائر وجنوبيها في الأيام الأخيرة أمطارا وفيضانات غمرت بعض المدن والبلدات، وذلك في عز الصيف وفي ظل ظروف مناخية متقلبة حيث تشهد مناطق شمالي الجزائر والسواحل على النقيض من ذلك ارتفاعاً لافتاً في درجات الحرارة والرطوبة، دفعت المواطنين للتوجه بكثافة إلى البحر والشواطئ. وواصلت فرق الدفاع المدني، أمس الاثنين، ولليوم الثاني على التوالي، التدخل لتصريف المياه من داخل المنازل والعمارات في مدينة وبلدات بولاية قالمة شرقي الجزائر.

واجتاحت تلك المناطق فيضانات نتيجة أمطار غزيرة مفاجئة، خلفت أضراراً في بعض البنايات وجرفت بعض السيارات، خاصة في مدينة وادي الزناتي، إذ غمرت المياه الأحياء السكنية منذ مساء الأحد، حيث تعمل فرق الدفاع المدني والمصالح البلدية على تصريف المياه وتسريح البالوعات وإزالة مخلفات الفيضانات. وفاقم خلل في أنظمة صرف مياه الأمطار، وبعض الأشغال الفوضوية ومخلفات بعض المقاولات الخاصة، من آثار الفيضانات، ووصل وفد ضم مسؤولين إلى البلدات المتضررة للاطلاع على الأوضاع ومعاينة مخلفات الفيضانات وحصر الخسائر، وطمأنة السكان والمتضررين بشأن التعويضات، وكذا وضع خطط استباقية لتفادي مخاطر الفيضانات.

وشهدت منطقة ميلة وسطيف وسوق اهراس، شرقي الجزائر، هطولاً كبيراً لأمطار مصحوبة بحبات البرد بحجم متوسط، كما شهدت مناطق عين قزام وبرج باجي مختار والمنيعة، جنوبي الجزائر، تساقط الأمطار، ما تسبب في تعطيل حركة السير نتيجة تجمع المياه وجريان أودية صغيرة في المنطقة. وكانت هيئة الرصد الجوي قد حذرت، الأحد، من أن ولايات عين قزام وبرج باجي مختار والمنيعة وتمنراست في الصحراء، جنوبي الجزائر، وبشار والنعامة والبيض في الجنوب الغربي، ستشهد تساقطاً للأمطار بمستويات عالية وقد تتسبب في فياضات، إضافة إلى أمطار رعدية ورياح عاتية في شرق الجزائر، ودعت إلى ضرورة اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة.

هذه الأمطار التي تأتي في عز موسم الصيف تتزامن مع الارتفاع المسجل في درجات الحرارة التي تجتاح مناطق السواحل في وسط البلاد، والتي بلغت في بعض المناطق 42 درجة، إذ تشهد بعض الولايات ظروفاً مناخية وموجة حر شديدة، وسط وغربي البلاد، دفعت إلى تسجيل ذروة قياسية في الطلب على الطاقة الكهربائية، بلغت 19 ألفاً و580 ميغاواطاً، بحسب بيان لشركة الكهرباء صدر الاثنين، ودفعت المواطنين خاصة في المدن الساحلية الى اللجوء نحو الشواطئ هرباً من موجة الحر.

تعليقاً على ذلك، قال الناشط في مجال البيئة المهندس أحمد سليماني، لـ"العربي الجديد"، إن "هطول الأمطار في مناطق الصحراء المعروفة غالباً بارتفاع درجات الحرارة فيها، وحصول فيضانات في عز الصيف في بعض المناطق في شرق البلاد، مرتبط بالتغييرات المناخية التي تشهدها الجزائر ضمن المتغيرات المناخية العالمية، وهذا نتيجة التأثيرات البيئية وقلة التشجير واختلال الغطاء النباتي بفعل الحرائق، وعدم وجود سياسات بيئية ناجعة، حتى الآن، تساعد في تعديل المناخ ".

من جانبه، أقر مجلس الوزراء، الاثنين، حزمة توصيات للرفع من درجات اليقظة خلال الأسابيع المقبلة التي تتسم بارتفاع درجات الحرارة، وشدد على ضرورة التحلي بالحيطة والحذر العاليين خلال عمليات الحصاد مع تسخير كل الإمكانات وتنسيق كل الجهود في العمل الاستباقي لتفادي الحرائق.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows