
ردّت روسيا والصين والبرازيل، اليوم الاثنين، على التهديدات التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية بنحو 10% على الدول التي تتبنى سياسات مجموعة بريكس، إذ كتب على منصته "تروث سوشال"، أمس الأحد، أنه "لن تكون هناك استثناءات لهذه السياسة".
كما أعلن ترامب، اليوم الاثنين، أنه سيوجه أولى الرسائل إلى عدة دول لحضها إما على التوصل إلى اتفاق تجاري أو مواجهة فرض رسوم باهظة على سلعها، قبل بضعة أيام من انتهاء المهلة المحددة للشركاء التجاريين من أجل إبرام اتفاق. وكان ترامب قد أفاد، الأحد، بأنه سيوجه سلسلة أولى من الرسائل إلى 15 دولة، محذرا من أن الرسوم الجمركية على البضائع المستوردة إلى الولايات المتحدة ستعود إلى المستويات العالية التي حددها في إبريل/ نيسان في حال عدم التوصل إلى اتفاق مع هذه الدول.
من جانبه، قال الكرملين إن مجموعة دول بريكس لم تهدف أبداً لتقويض دول أخرى. ولدى سؤاله بشأن تصريحات ترامب، قال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن موسكو اطلعت عليها. وأضاف بيسكوف، وفقا لوكالة رويترز: "اطلعنا على تصريحات الرئيس ترامب، ولكن من الضروري أن نشير هنا إلى أن ما يميز مجموعة مثل بريكس هو أنها تضم مجموعة من الدول التي تشترك في المقاربات والرؤى حول كيفية التعاون على أساس مصالحها الخاصة". وأضاف "هذا التعاون لم ولن يكون موجهاً أبداً ضد دول ثالثة".
بدورها، أعلنت بكين أن دول بريكس لا تسعى إلى "المواجهة". وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ: "في ما يتعلق بفرض رسوم جمركية، لطالما أكدت الصين موقفها القاضي بأن الحروب التجارية والجمركية لا رابح فيها، وأن الحمائية لا تسمح بالتقدم". ووصفت بكين، الاثنين، التكتل بأنه "منصة مهمة للتعاون بين الأسواق الناشئة والدول النامية". وقالت ماو، وفقا لوكالة فرانس برس، إن دول بريكس "تدعو إلى الانفتاح والضم والتعاون الذي يكون الجميع فيه رابحين"، مؤكدة أن المجموعة "لا تعمد إلى المواجهة بين المعسكرات ولا تستهدف أي بلد".
وأعربت دول بريكس عن "قلقها الشديد" إزاء الرسوم الجمركية في خضم توتر سائد على خلفية الرسوم الجمركية التي يسعى ترامب لفرضها على شركاء بلاده التجاريين. وجاء في إعلان مشترك صادر عن القمة، أمس الأحد: "نعرب عن قلقنا الشديد إزاء تزايد الإجراءات الجمركية وغير الجمركية المُشوّهة للتجارة". واعتبرت المجموعة أن هذه الرسوم الجمركية غير قانونية وتعسفية، وتُهدد "بالحد من التجارة العالمية بشكل إضافي، وتعطيل سلاسل التوريد، وإدخال حالة من عدم اليقين إلى الأنشطة الاقتصادية والتجارية الدولية".
ولاحقاً، اليوم، اعتبر الرئيس البرازيلي لولا إيناسيو دا سيلفا أن اقتصادات مجموعة بريكس الناشئة لا تريد العيش في ظلّ "إمبراطور"، بعد أن أعلن دونالد ترامب زيادة في الرسوم الجمركية بنسبة 10% على دولها بسبب معاداتها لأميركا. وقال لولا في ختام قمة استمرت يومين وشاركت فيها 11 دولة، من حلفاء الولايات المتحدة وخصومها على حد سواء "نحن دول ذات سيادة. لا يلزمنا إمبراطور"، وفقاً لما نقلت عنه فرانس برس.
وعُقدت الجلسة الافتتاحية للقمة أمس الأحد في ريو دي جانيرو في البرازيل، تحت عنوان: "السلام والأمن وإصلاح الحوكمة العالمية"، بمشاركة الدول الأعضاء في التكتل. وشارك في جلسات القمة 11 دولة عضواً، وعشر دول شريكة، وثماني دول مدعوة، بينها تركيا، إضافة إلى ممثلين عن تسع منظمات دولية وإقليمية. وتشمل قائمة الدول المدعوة أيضاً كلاً من أذربيجان وفلسطين وكينيا وكولومبيا والمكسيك وتشيلي والأوروغواي.
وتُمثل دول بريكس الـ11، وبينها البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، حوالى نصف سكان العالم و40% من الناتج الاقتصادي العالمي. وتوسعت المجموعة التي أنشئت عام 2009 لتكون قوة مقابلة للغرب تعيد موازنة النظام العالمي لصالح "الجنوب العالمي"، إذ انضمت إليها منذ عام 2023 السعودية ومصر والإمارات وإثيوبيا وإيران، ثم إندونيسيا.
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)

Related News

