
خفضت شركة أوراكل الأميركية أسعار برمجيات قواعد البيانات وخدمات الحوسبة السحابية بنسبة تصل إلى 75 في المائة لصالح مؤسسات الحكومة الفيدرالية، في خطوة تعكس توجهاً من شركات وادي السيليكون لتعزيز علاقتها بإدارة دونالد ترامب. وتهدف هذه الخطوة إلى تسهيل انتقال المؤسسات إلى البنية التحتية السحابية وتحديث أنظمة تكنولوجيا المعلومات، خصوصاً مع استمرار اعتماد وكالات فيدرالية عدة على أنظمة قديمة.
الاتفاق، الذي أعلنته إدارة الخدمات العامة الأميركية (GSA)، هو الأول من نوعه الذي يشمل خصومات شاملة على البنية التحتية السحابية لكافة المؤسسات الحكومية. كما أنه يأتي في سياق سياسة أوسع تنتهجها إدارة ترامب لتعزيز كفاءة الإنفاق العام، إذ سبق أن حصلت وكالات حكومية على خصومات مماثلة من شركات مثل "سيلزفورس" و"غوغل" و"أدوبي".
البنية التحتية السحابية تشمل التقنيات الأساسية لتخزين البيانات والمعالجة والشبكات، وتُعدّ العمود الفقري لأنظمة تكنولوجيا المعلومات الحديثة. في مايو/أيار الماضي، خفّضت شركة سيلزفورس كلفة استخدام تطبيق المراسلة سلاك للحكومة الأميركية بنسبة 90 في المائة حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني. فيما ركّزت صفقة سابقة مع "غوغل" على البرمجيات لا البنية التحتية السحابية.
وتعمل إدارة الخدمات العامة الأميركية على التفاوض مباشرة مع الشركات لتوفير خصومات أكبر، في إطار جهود إدارة ترامب لخفض التكاليف الفيدرالية وتوحيد عمليات الشراء. ورغم انسحاب إيلون ماسك من "إدارة الكفاءة الحكومية"، يؤكد مسؤولون في إدارة ترامب استمرار الجهود لخفض الهدر. وكما الإدارات السابقة، تركز إدارة ترامب على تحديث البنية التحتية للحكومة عبر التكنولوجيا، رغم صعوبة ذلك بسبب استمرار استخدام أنظمة قديمة.
وفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال، فإن اتفاق "أوراكل" مع الحكومة يشمل توفير خدمات الذكاء الاصطناعي والمساعدة في نقل أنظمة تكنولوجيا المعلومات إلى السحابة. وتندرج هذه الخطوة ضمن توجه شركات وادي السيليكون، مثل "أوراكل"، لتعزيز التعاون الدفاعي مع إدارة ترامب. وتشتهر "أوراكل" ببرمجيات قواعد البيانات، ووسّعت أخيراً نطاق تعاونها مع الحكومة الأميركية، بما في ذلك إطلاق برنامج جديد الشهر الماضي يهدف إلى مساعدة الموردين الصغار على بيع التكنولوجيا لوزارة الدفاع. ويوفّر البرنامج لهذه الشركات دعماً لوجستياً مثل استخدام مكاتب "أوراكل"، واستشارات للتعامل مع أنظمة الشراء في البنتاغون، إلى جانب حسومات على برامج Palantir وNetSuite. ويأتي البرنامج استجابةً لصعوبة دخول هذه السوق التي تهيمن عليها الشركات الكبرى.
وعام 2022، فازت "أوراكل"، إلى جانب "أمازون" و"غوغل" و"مايكروسوفت"، بعقد كبير لتوفير خدمات سحابية للوزارة بأسعار تجارية أو أفضل. وأكّدت إدارة الخدمات العامة أن البنتاغون سيتمكن أيضاً من شراء هذه الخدمات المخفّضة بموجب الاتفاق الجديد مع "أوراكل".
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، شارك المؤسس الشريك لشركة أوراكل، لاري إليسون، في مراسم داخل البيت الأبيض إلى جانب دونالد ترامب للإعلان عن مشروع "ستارغيت"، وهو مبادرة لإنشاء مراكز بيانات مخصصة للذكاء الاصطناعي، بالشراكة مع شركة أوبن إيه آي ومستثمر التكنولوجيا العالمي "سوفت بنك". "أوراكل" حصلت، قبل خمس سنوات، على عقد تشغيل تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة.

Related News

