شهدت منافسات "فورمولا 1" تنافساً تاريخياً بين ثنائي فريق مرسيدس، البريطاني لويس هاميلتون (40 عاماً)، والألماني نيكو روسبيرغ (40 عاماً)، بين عامَي 2014 و2016، فقد حاول كل سائق منهما كسب بطولة العالم، وتحول التنافس بينهما إلى صراع محتدم، خاصّة خلال مرحلة بلجيكا في عام 2014، التي شهدت تصادماً قوياً بينهما، وقد انتهى هذا التنافس في عام 2016 باعتزال روسبيرغ بعد تتويجه ببطولة العالم الوحيدة في مسيرته، ولكن هذا الصراع كان الأقوى في السنوات الأخيرة بين سائقين من فريق واحد.

وتؤكد كل المعطيات أن عالم "فورمولا 1" سيعيش خلال هذا العام على وقع تنافس قوي بين ثنائي فريق مكلارين، الأسترالي أوسكار بياستري (24 عاماً) والبريطاني لاندو نوريس (25 عاماً)، فالوضع الحالي يشير إلى أن مصير لقب بطولة العالم منحصر بين السائقَين، ذلك أن بياستري حقق خمسة انتصارات، ويقود الترتيب برصيد 234 نقطة، وزميله حصد أربعة انتصارات، ويحتل الوصافة برصيد 226 نقطة، ولهذا فإن الفارق البسيط بينهما في عدد النقاط وكذلك عدد الانتصارات يُثبت أن كلاً منهما لديه القدرة على حصد اللقب.

ورغم أن تاريخ "فورمولا 1" شهد العديد من حالات التنافس بين ثنائي فريق واحد، فإن الاختلاف هذه المرة يكمن في التقارب الكبير بين السائقَين، ذلك أن كلاً من بياستري ونوريس يبحث عن تتويجه الأول في بطولة العالم، كما أنهما لا يملكان تجربة كبيرة، وهو ما ينطبق على التنافس السابق بين هاميلتون وروسبيرغ، فقد كان الثنائي من الجيل نفسه، وهو ما جعل درجة الحماس تكون أقوى بلا شك، كما أن فريق مكلارين لم يتدخل لحسم المنافسة بينهما، إذ يعطي لكل منهما حرية التصرف في الحلبة والدفاع عن فرصه، وقد حصل هذا الموسم حادث تسبب فيه نوريس، الذي اصطدم بزميله في جائزة كندا قبل أيام قليلة.

وسيكون من الصعب معرفة اسم السائق، الذي سيفوز ببطولة العالم هذا الموسم، ذلك أن بياستري ظهر غاضباً في نهاية المرحلة الأخيرة من سباق النمسا، بعد معاقبته بسبب كبح الفرامل خلف سيارة الأمان، وكان واضحاً شعوره بأن فريقه لم يدافع عنه بالشكل المطلوب، وهذه العقوبة كلفته خسارة السباق، ونقاطاً مهمة في الصراع مع زميله، من أجل تصدر الترتيب.