
لم تمضِ ساعات على مغادرة رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إلى الولايات المتحدة للقاء رئيسها، دونالد ترامب، حتّى رفعت أحزاب الحريديم نبرتها التهديدية، اليوم الاثنين، على خلفية قانون التجنيد، متوعدةً بمقاطعة التصويت في الهيئة العامة للكنيست اليوم وغداً. وبموازاة ما تقدّم، أعلنت أحزاب المعارضة الصهيونية نيّتها التصويت ضد القوانين التي يخطط الائتلاف لطرحها، متوعدةً بمقاطعة جلسات الهيئة العامة.
"الحريديم" من جانبهم، وصفوا اللقاء الذي عُقد بين ممثلهم الوزير السابق، أريئيل اتياس، وبين رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، يولي أدلشتاين، بأنه "كان خطأ"، والسبب في ذلك أنهم يرغبون في مسوّدة لقانون التجنيد وليس مجرد وثيقة مبادئ، تشتري وقتاً للحكومة وتماطل بهم. ورغم تهديداتهم، فإنّ الحريديم يأخذون بالحسبان أن ثمّة وقتاً في الهيئة العاملة حتّى التصويت على مشاريع القوانين الحكومية، بما في ذلك قانون المحاكم الحاخامية الذي اقترحه عضو الكنيست موشيه غافني، إذ سيتمكن إدلشتاين، من استعراض جداول زمنية أمامهم لدفع مشروع قانون الإعفاء من الخدمة العسكرية.
وفي حال عدم حل أزمة قانون التجنيد، من المتوقع بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن يسحب الائتلاف الحاكم مقترحات القوانين كافّة طالما أنه لا يوجد احتمال لتمريرها في الهئية العامة للكنيست.
واحتجاجاً على القانون الذي تعتبره مشروعاً لإعفاء الحريديم من التجنيد، قرّرت المعارضة مقاطعة التصويت، وحسب ما قالت عضوة الكنيست، ميراف بن آري، فإن "المعارضة في كامل حضورها اليوم، وستقاطع كل ما يُقترح في الهيئة العامة ولن يكون أي تعاون أو تصويت مع الائتلاف، فالطريقة الوحيدة لحل الأزمة هي سن قانون التجنيد للجميع".
من جهته، تطرق رئيس حزب "أزرق أبيض" بني غانتس إلى الأزمة، مشيراً إلى أن "الحقيقة أن الجيش يحتاج على الأقل 12 ألف مقاتل وداعمي مهام قتالية، وتقريباً منذ سنتين على اندلاع الحرب تشتري الحكومة وقتاً وتضر بأمن البلاد"، وأضاف في خلال افتتاحية جلسة حزبه "كنت آمل من رئيس الحكومة قبيل مغادرته (إلى واشنطن) أن يصرّ على فرض التجنيد لا أن يؤجله حتّى يتأكد من أن القانون كافٍ للحفاظ على ائتلافه"، كاشفاً أن القانون المطروح "مشابه لذلك الذي حاول الحريديم عرضه علينا مع (وزير الأمن السابق، يوآف) غالانت قبل عامٍ ونصف العام".
أمّا رئيس المعارضة، يائير لبيد، فهاجم نتنياهو كاشفاً أنه "قبل صعود الأخير إلى الطائرة، قال له الحريديون: أتريد حكومة؟ يوجد لذلك ثمن وهو أن تتأكد من أنه لن يُجنّد أي شاب حريدي"، عاداً ذلك "ابتزازاً علنياً سرعان ما خضع له نتنياهو". وتابع لبيد مهاجماً عضو الكابينت، ورئيس حزب "شاس" الحريدي، أريه درعي، وزميله في لجنة الخارجية والأمن، يعكوف آشر، قائلاً إنه "لا حرج عندهما في إرسال الأمر 8 (أمر التجنيد خلال الطوارئ) للجنود، فليذهب هؤلاء للقتال والموت. الشرط الوحيد بالنسبة إليهما (درعي وآشر) هو إلّا يموت أولادهما"، ووصف لبيد الأزمة بأنها "تنكّر للجنود، واحتقارٌ للذين خدموا بين 300-400 يوم في الاحتياط، وشهدوا مقتل رفاقهم إلى جانبهم". واعتبر أن "حكومة اليمين الصرف، تجثو على ركبيتيها أمام المتهرّبين لكي يسمحوا لها بالتفريق بين دمٍ وآخر"، عادّاً القانون المطروح "غشاً وخداعاً".

Related News

