
تراجعت السندات الدولية التركية والليرة اليوم الاثنين، وارتفعت تكلفة التأمين على الدين الحكومي ضدّ التخلف عن السداد، بعد اعتقال رؤساء بلديات ينتمون للمعارضة مطلع الأسبوع. وترى المعارضة وبعض القادة الأجانب أن هذه الاعتقالات، التي يقول المدعون إنها في إطار تحقيقات تتعلق بمكافحة الفساد، محاولة من الرئيس رجب طيب أردوغان لإضعاف حزب الشعب الجمهوري.
وقال جيمي فالون من تيليمر إنّ الاعتقالات "أجّجت المخاوف بشأن سيادة القانون وعدم الاستقرار السياسي"، وتتأثر الأصول التركية على نحوٍ ملحوظ بالسياسة الداخلية، إذ عاد المستثمرون الأجانب إليها بعد عودة أردوغان إلى السياسات الاقتصادية التقليدية في 2023، لكنّهم مستعدون للتخلي عنها إذا أثرت التطورات السياسية في الآونة الأخيرة على تلك السياسات، أو على الاقتصاد عامّة.
وانخفضت الليرة التركية بنحو 0.2% لتتجاوز 40 ليرة مقابل الدولار قبل أن تعوض بعض خسائرها، وسجلت 39.99 ليرة للدولار الساعة 10:25 بتوقيت غرينتش، وهو مستوى لا يزال أقل من مستوى إغلاق يوم الجمعة. وتراجعت سندات تركيا الدولية المقوّمة بالدولار، إذ انخفضت سندات استحقاق 2045 بنحو سنت واحد لتسجل 85 سنتاً للدولار، كما اتّسع نطاق مبادلة مخاطر الائتمان لأجل خمس سنوات، وهي مؤشر على تكلفة التأمين على ديونها ضد مخاطر التخلف عن السداد، 13 نقطة أساس عن إغلاق يوم الجمعة إلى 292 نقطة أساس.
وهوى مؤشر إسطنبول القياسي 1.25% بحلول الساعة 10:50 بتوقيت غرينتش. وهبط مؤشر قطاع الخدمات المصرفية 0.58% في الوقت نفسه، بعد تراجعه في وقت السابق 1.68%، وفقدت الليرة نحو 11% منذ بداية العام وسط مخاوف بشأن السياسة الداخلية والصراعات في الدول المجاورة، وهناك توقعات بأن يبدأ البنك المركزي التركي في خفض أسعار الفائدة مجدداً هذا الشهر، لكن تراجع الليرة والتأثير الاقتصادي للتطورات السياسية أثار شكوكاً حول هذا الاحتمال، وقال حلمي يافاس الخبير المستقل في شؤون الاقتصاد الكلي والمقيم في إسطنبول إن جهود البنك لتحقيق الاستقرار الاقتصادي تواجه بالفعل ضغوطاً.
وقالت محطة إن.تي.في التلفزيونية إن الادعاء التركي فتح تحقيقاً اليوم الاثنين، بحق الزعيم السياسي المعارض أوزجور أوزيل بعد تصريحات أدلى بها تنتقد الحكومة والرئيس. وأضافت المحطة أن الادعاء في العاصمة أنقرة سيحقق في التصريحات التي أدلى بها أوزيل زعيم حزب الشعب الجمهوري يوم السبت، لاحتمال توجيه اتهامات له بإهانة الرئيس رجب طيب أردوغان والتحريض العلني على ارتكاب جريمة وإهانة وتهديد مسؤولين يتولّون مناصب عامة.
وانتقد أوزيل في خطاب الحملة الآخذة في التوسع على مسؤولي البلديات التي تديرها المعارضة بعد أن اعتقلت السلطات التركية ثلاثة رؤساء بلديات آخرين يوم السبت بتهم فساد. وقال "أنتم تنتزعون حقهم في التصويت وتنتزعون رؤساء البلديات الذين انتخبوهم وتضعون الرئيس المستقبلي في السجن"، في إشارة إلى إمام أوغلو أقوى منافسي أردوغان ومرشح حزب الشعب الجمهوري للانتخابات الرئاسية لعام 2028.
وقال مكتب المدعي العام في إسطنبول أول من امس السبت، إنه تقرر احتجاز رئيسي بلديتي أضنة وأديامان الكبيرتين في جنوب البلاد بتهم كسب غير مشروع، فضلا عن ثمانية آخرين. وقالت قناة (إن.تي.في) التلفزيونية إن رئيس بلدية أنطاليا ونائب رئيس بلدية منطقة بيوك شكمجة في إسطنبول احتجزا أيضاً في إطار تحقيق أوسع نطاقاً شمل المئات من أعضاء حزب الشعب الجمهوري، منهم 11 من رؤساء البلديات السابقين، منذ أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي.
وهذه أحدث حلقة في سلسلة ملاحقات قانونية تستهدف مسؤولين منتخبين من حزب الشعب الجمهوري، وكانت قد بدأت بشكل جدي مع سجن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو الذي يحظى بشعبية واسعة في قضية فساد في مارس/ آذار الماضي.
(رويترز، العربي الجديد)

Related News

