
توغلت قوّة اسرائيلية مؤلفة من إحدى عشرة سيارة وعربة مصفحة، يرافقها كلاب بوليسية إلى قريتَي الدواية وعين الزيتون في ريف القنيطرة الأوسط جنوبي سورية، صباح اليوم الاثنين، ونفذت عمليات دهم واختطاف.
وبحسب مصادر من المنطقة فقد أسفرت العملية عن اختطاف ثلاثة مواطنين هم؛ أحمد الكريان وشقيقه عدنان من الدواية، والطفل مروان القريان 14 عاماً من عين الزيتون. علماً أن أحمد الكريان من أبرز معارضي نظام بشار الأسد في القنيطرة وكان معتقلاً في سجن صيدنايا لثماني سنوات قبل سقوط النظام، ورجحت المصادر أن القوة الإسرائيلية كانت تحركت من قاعدة العدنانية بالريف الشمالي إلى نبع الصخر بالريف الأوسط، وتمركزت في ثكنة المنبطح على طريق نبع الصخر مجدوليا.
(س.ق) مواطن من الدواية، رفض كشف اسمه لأسباب أمنية، قال لـ"العربي الجديد"، إن الدورية الإسرائيلية حذرت المواطنين شفوياً من أي اعتراض أو نقل للمعلومات، وبررت عمليتها بأن المطلوبين من الذين قاوموا دوريات للاحتلال بمظاهرات خرجت بالدواية في الشهور الأولى من العام 2025 وطردت دوريته، زاعمة أن معلومات استخباراتية تفيد بأن هناك شكوكاً حول انتماء المختطفين للمقاومة الشعبية في المحافظة.
وفي الآونة الأخيرة تصاعدت العمليات الإسرائيلية والانتهاكات في قرى وبلدات محافظة القنيطرة، إذ تتذرّع قوات الاحتلال دائماً بالبحث عن متعاونين مع إيران وحزب الله اللبناني. ومع توالي هذه الانتهاكات الإسرائيلية في القنيطرة وريف درعا الغربي الجنوبي، تتصاعد الأسئلة حول ما إذا كانت الاعتقالات الأخيرة مقدمة لسياسة أكثر اتّساعاً في القنيطرة، إذ يقول المصدر نفسه لـ "العربي الجديد"، إن "إسرائيل لا تتصرف بعشوائية. ما يجري جزء من إعادة رسم قواعد الاشتباك في الجنوب. هي تعتبر أن جنوب سورية بات الآن في ملعبها السياسي والعسكري".
ويضيف أنّ "المفارقة الأشد إيلاماً أن هذه الاعتقالات لم تلقَ الاهتمام الكافي من الحكومة أو القوى السياسية أو منظمات المجتمع المدني السورية"، موضحاً أن "المجتمع السوري منهك. وهناك تشتت في الأولويات. لكن لا يمكن تبرير هذا الصمت حين يتعلق الأمر بأطفال يختطفون دون تهم".

Related News
