
كان من المفترض الإعلان عن الرواية الفائزة بالدورة الرابعة من "جائزة غسان كنفاني للرواية العربية"، في حفل يحتضنه متحف ياسر عرفات برام الله في الثامن يوليو/تموز، أي يوم غدٍ الثلاثاء، وهو اليوم الذي يُصادف ذكرى اغتيال الروائي والقاصّ الفلسطيني على يد الاحتلال الإسرائيلي عام 1972. لكن هذا الإعلان لن يحدث، ليس لأن الموعد تأجّل، بل لأن الجائزة نفسها يبدو أنها اختفت عن أجندات الوزارة من دون مقدّمات مُسبقة.
يُثير احتجاب "جائزة غسان كنفاني للرواية العربية" الصامت هذا العام، ومن دون إعلان رسمي، تساؤلاتٍ جدّية حول مستقبل الجائزة في ذاتها، هل هو قرار إداري بوقفها بسبب نقص الإمكانات أو تبدّل الأولويات؟ أم إنّ المشروع من أساسه لم يعُد على جدول الاهتمام؟ فلا لجنة تحكيم عُقدت، ولا قائمة قصيرة أُعلنت، وصفحة وزارة الثقافة على فيسبوك التي تتكفّل عادةً بإعلان حيثيات الجائزة لم تأتِ على ذكر شيء بهذا الخصوص، الأمر الذي يترك الجائزة في مصاف المشاريع الثقافية المعلّقة، لا تعلن عن نيّتها بالاستمرار حتى تتعثّر وتتوقف.
أُطلقت الجائزة عام 2022 كمبادرة ثقافية فلسطينية ذات أفق عربي، بمناسبة مرور خمسين عاماً على استشهاد صاحب "رجال في الشمس"، وقد شُكّلت في إطار لجنة وطنية شاركت في عضويتها مؤسسات ثقافية وشخصيات فلسطينية وعربية، بهدف حفظ الذاكرة الوطنية، وتعزيز الحضور الثقافي الفلسطيني عربيّاً، كما سعت الجائزة إلى تكريس الرواية أداةً للمقاومة الرمزية.
في دورتها الأولى، فاز الكاتب السوري المغيرة الهويدي (1979) عن روايته "قماش أسود" (منشورات تكوين، الكويت، 2020)، وفي الثانية فاز المصري عمرو حسين (1976) عن روايته "الديناصور" (دار دوّن، القاهرة، 2021)، بينما ذهبت الجائزة في الدورة الثالثة إلى الكاتب الكويتي عبد الله الحسيني (2000) عن روايته "باقي الوشم" (منشورات تكوين، الكويت، 2022)، في حين وصل إلى قائمتها القصيرة خلال السنوات الماضية كتّاب وأصوات جديدة من بلدان عربية مختلفة.
مهما كانت مبرّرات توقف "جائزة غسان كنفاني للرواية العربية"، بعد ثلاث دورات متتالية، فإن أقل ما يجدر القيام به هو توضيحٌ علني من القائمين عليها، فالأمر لا يتعلّق بمجرد جائزة أدبية، بل بمشروع ثقافي يحمل اسم غسان كنفاني.

Related News

