ترامب يهدد بفرض رسوم إضافية على الدول التي تتبنى سياسات بريكس
Arab
6 days ago
share

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الدول التي تنحاز إلى "السياسات المعادية للولايات المتحدة" لدول مجموعة بريكس ستُفرض عليها رسوم جمركية إضافية بنسبة 10%. وأضاف في منشور على موقع تروث سوشيال، أمس الأحد، أن "أي دولة تنحاز إلى السياسات المعادية للولايات المتحدة الأميركية لمجموعة بريكس ستفرض عليها رسوم جمركية إضافية بنسبة 10%. لن تكون هناك أي استثناءات لهذه السياسة. شكرا لكم على اهتمامكم بهذا الأمر!".

ولم يوضح ترامب أو يتوسع في الإشارة إلى "السياسات المعادية للولايات المتحدة" في منشوره. كما أكد ترامب في منشور آخر أنه سيبدأ اليوم الاثنين بإرسال أول دفعة من الرسائل إلى دول عدة في أنحاء العالم لحضها إما للتوصل إلى اتفاق تجاري أو مواجهة فرض رسوم باهظة على سلعها. وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بينسنت، أمس الأحد، إن الرسوم الجمركية الجديدة ستطبق اعتبارا من الأول من أغسطس /آب المقبل، في حال لم يبرم شركاء واشنطن التجاريون، من تايوان إلى الاتحاد الأوروبي، اتفاقات معها.

وكان ترامب قد أحدث في إبريل/نيسان صدمة حول العالم بإعلانه عن زيادة كبيرة في الرسوم الجمركية على كل الشركاء التجاريين لبلاده. وتراوحت تلك الرسوم بين 10% حدّاً أدنى و50% للدول التي تُصدّر إلى الولايات المتحدة أكثر مما تستورد منها، لكنّه ما لبث أن علّق تطبيق تلك الرسوم حتى التاسع من تموز/يوليو وفتح الباب أمام إجراء مفاوضات تجارية مع كل دولة على حدة.

قمة بريكس تنتقد الرسوم الجمركية

وعُقدت الجلسة الافتتاحية للقمة أمس الأحد في ريو دي جانيرو في البرازيل، تحت عنوان: "السلام والأمن وإصلاح الحوكمة العالمية"، بمشاركة الدول الأعضاء في التكتل. وشارك في جلسات القمة 11 دولة عضواً، وعشر دول شريكة، وثماني دول مدعوة، بينها تركيا، إضافة إلى ممثلين عن تسع منظمات دولية وإقليمية. وتشمل قائمة الدول المدعوة إلى جانب تركيا كلاً من أذربيجان وفلسطين وكينيا وكولومبيا والمكسيك وتشيلي والأوروغواي.

وأعربت دول بريكس عن "قلقها الشديد" إزاء الرسوم الجمركية في خضم توتر سائد على خلفية الرسوم الجمركية التي يسعى ترامب لفرضها على شركاء بلاده التجاريين، والذي لم يأت إعلان مشترك للقمة على ذكره. وجاء في إعلان مشترك صادر عن القمة: "نعرب عن قلقنا الشديد إزاء تزايد الإجراءات الجمركية وغير الجمركية المُشوّهة للتجارة". واعتبرت المجموعة أن هذه الرسوم الجمركية غير قانونية وتعسفية، وتُهدد "بالحد من التجارة العالمية بشكل إضافي، وتعطيل سلاسل التوريد، وإدخال حالة من عدم اليقين إلى الأنشطة الاقتصادية والتجارية الدولية".

وأعرب المجتمعون عن "مخاوفهم البالغة حيال تزايد التدابير الجمركية وغير الجمركية الأحادية الجانب التي تحرف التجارة وتتعارض مع قواعد منظمة التجارة العالمية". وتعتبر الدول الـ11، بحسب النص الذي ما زال من الممكن تعديله خلال القمة، أن هذه التدابير تهدد بـ"الحد أكثر من التجارة العالمية" و"تؤثر على آفاق التنمية الاقتصادية في العالم".

وبذلك، فإن الدول الناشئة التي تمثل نحو نصف سكان العالم و40% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، تستهدف بصورة واضحة الرئيس الأميركي وسلسلة الرسوم الجمركية المشددة التي أقرها، غير أنها تتفادى ذكر ترامب تحديدا في وقت تخوض فيه دول عديدة، من بينها الصين، القوة الأكبر في مجموعة بريكس، مفاوضات مع واشنطن بهذا الصدد.

من جانبه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأحد، إن مجموعة "بريكس" باتت تتفوق على العديد من التكتلات الدولية الكبرى، بما في ذلك مجموعة السبع، من حيث القوة الاقتصادية. وأوضح بوتين، في كلمة ألقاها عبر تقنية الفيديو خلال الجلسة العامة لقمة "بريكس" التي تستضيفها البرازيل يومي السادس والسابع من يوليو/تموز، أن الناتج المحلي الإجمالي لدول المجموعة على "أساس تعادل القوة الشرائية بلغ 77 تريليون دولار في 2025، مقارنة بـ57 تريليون دولار لمجموعة السبع، حسب بيانات صندوق النقد الدولي".

وأشار الرئيس الروسي إلى أن دول التكتل تمثل نحو ثلث مساحة اليابسة على كوكب الأرض ونحو نصف سكان العالم، كما تواصل توسيع تعاونها في مجالات السياسة والأمن، والاقتصاد والتمويل، والثقافة والشؤون الإنسانية. وأضاف أن المجموعة باتت تضم دولا رائدة من مناطق أوراسيا وأفريقيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية، ما يمنحها، بحسب تعبيره، "إمكانات سياسية واقتصادية وعلمية وتقنية وبشرية هائلة".

وخلال كلمته الافتتاحية في الاجتماع أمس الأحد، شبه رئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا التجمع بحركة عدم الانحياز إبان الحرب الباردة، وهي مجموعة من الدول النامية التي قاومت الانضمام رسمياً إلى أي من طرفي النظام العالمي المنقسم. وقال لولا لزعماء المجموعة: "بريكس هي وريثة حركة عدم الانحياز. ومع تعرض التعددية للهجوم، أصبح استقلالنا مهدداً مرة أخرى".

وأشار لولا إلى أن دول بريكس تمثل الآن ما يزيد عن نصف سكان العالم و40% من الناتج الاقتصادي، محذراً في الوقت نفسه من تزايد سياسات الحماية التجارية. ودافع دا سيلفا في كلمة له أيضاً، السبت، عن النهج التعددي، معلنا ًأنه "بمواجهة عودة الحمائية، يعود للأمم الناشئة أن تدافع عن النظام التجاري التعددي وأن تصلح البناء المالي الدولي". 

وتسعى الكتلة لتأكيد وزنها الاقتصادي. وفي هذا السياق، تطرح منذ عدة سنوات إمكانية إيجاد بديل للدولار للمعاملات التجارية داخل المجموعة. غير أن الرئيسة البرازيلية السابقة ديلمان روسيف، التي تترأس مصرف بريكس، أعلنت، السبت، أنها لا ترى "أي إمكانية لتحقيق ذلك"، مضيفة "اليوم، ليس هناك من يريد الاضطلاع بموقع الولايات المتحدة". وهدد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الدول التي تتحدى هيمنة العملة الأميركية في العالم، ما يقلل من إمكانية تنفيذ مثل هذا السيناريو.

وفتح توسيع تجمع بريكس مساحة جديدة للتنسيق الدبلوماسي في وقت خيمت فيه الانقسامات على مجموعات اقتصادية مثل الدول السبع الصناعية الكبرى ومجموعة العشرين، وهي تجمعات تعاني أيضاً من تبعات نهج "أميركا أولاً" الذي يتبعه ترامب. كانت مجموعة بريكس تضم في بدايتها البرازيل وروسيا والهند والصين في أول قمة لها في عام 2009. ثم أضاف التكتل جنوب أفريقيا في وقت لاحق. وفي العام الماضي ضمت المجموعة لعضويتها كلاً من مصر وإثيوبيا وإندونيسيا وإيران والسعودية والإمارات. وأبدت أكثر من 30 دولة اهتمامها بالمشاركة في بريكس بالعضوية الكاملة أو الشراكة.

(العربي الجديد، وكالات)

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows