
بقلم /الدكتور. عبدالوهاب الحميقاني *
الواجب على كل مظلوم، حال ووقت إجرام المجرم وعدوانه عليه، أن يكون:
محاربًا منتصرًا لمظلمته،
مدافعًا عن نفسه وأهله وشعبه وحرماتهم،
مجاهِرًا بسوء ظالمه،
صارخًا مطالبًا بردع المعتدي الصائل.
ومن الجُبن والخَوَر والخيانة والتولي:
أن ترى المجرم صائلًا عليك، وعلى شعبك وبلدك،
فلا ترى نفسك مظلومًا، ولا منتصرًا لمظلوم،
بل تأخذ مقعد “المحايد”،
وتلبس نظارة “الباحث المنظّر”،
وتتقلد وظيفة “القصّاص الحكواتي”،
وكأنك في ندوة أو جلسة أو سَمَرة أو رحلة بحثية
لا علاقة لها بواقعك، ولا بمظلوميتك.
بل من السذاجة والسخافة:
أن ينصّب المظلوم نفسه، حال مظلمته،
مُقارِنًا ومُوازِنًا بين حسناته وسيئاته، وحسنات وسيئات العدو الصائل.
ومن الهَبَالة والعَتَه:
أن يُبَقْبِق المظلوم، حال مظلمته،
بذِكر حسنات عدوّه،
حتى لو كانت حسناتٍ كالجبال،
وفعلها العدو صدقًا وديانة.
فكيف للمظلوم أن يُبَقْبِق بحسنةٍ مزعومة
فعلها العدو مصلحةً ورياءً وطلبًا للسمعة؟
ومن الكبائر:
جعل هذه الحسنة المزعومة
مُطهِّرةً لكل كبائر العدو وجرائمه،
ومبارَكةً لاستمرار إجرامه،
وصكَّ غفرانٍ من كل تبعة وذنب ومسؤولية،
في الوقت الذي لا تزال سكين العدو على رقاب أهلك وإخوانك،
وحُمَمُ موته لا تزال تسقط وتهدم وتحرق بيوتهم.
ويزعم المُبَقْبِق أن هذا من باب “الإنصاف”،
في وقتٍ هو وقت الجهر بسوء الظالم، لا الجهر بحسنته:
> “لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظُلِم”
فأين العقول؟
فعلى كل يمنيٍّ حرٍّ أن يُدرِك:
أنه في هذا الظرف مظلوم،
وأنه لا يسعه إلا الانتصار لنفسه وشعبه،
وتحرير بلده من الكهنوت السلالي الحوثي الإيراني،
بكل ما يمكنه من نفس ومال ولسان وقلم.
ولا مجال ولا مكان لمحايد في هذه المعركة الكبرى.
فالحياد هنا خيانة.
*الأمين العام لإتحاد الرشاد اليمني
Related News
