
أعلنت عائلة الجعبري في الخليل جنوبي الضفة الغربية، اليوم الأحد، براءتها "التامة" من تصريحات صادرة عن أحد أفراد العائلة الذي يدعى "وديع الجعبري - أبو سند" لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، تضمنت عرضا قدّمه لحكومة الاحتلال الإسرائيلي بإقامة إمارة خاصة في المدينة تحكمها العشائر، مقابل الاعتراف بـ"إسرائيل كدولة يهودية"، على أن تحصل هذه الإمارة على امتيازات اقتصادية عبر زيادة أعداد العمّال في الداخل المحتل.
وقالت عائلة الجعبري في بيان لها: "إننا كعشيرة آل الجعبري نعلن براءتنا التامة واستنكارنا واستهجاننا لما أقدم عليه أحد أفراد العائلة غير المعروف لدى العشيرة وليس من سكان خليل الرحمن". وأشارت عشيرة آل الجعبري إلى أنها قدمت مئات الشهداء والجرحى والأسرى على ثرى أرض فلسطين، مؤكدة أن هذا موقفها الثابت في الحاضر والمستقبل ولن تحيد عنه مهما كانت الظروف التي يعيشها الشعب الفلسطيني. وأكدت أن وجهاء عشيرة آل الجعبري اجتمعوا اليوم الأحد، واصدروا البيان رداً على ما نشر في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي حول مزاعم تقديم مبادرة سياسية للانفصال عن السلطة الفلسطينية وتأسيس إمارة الخليل.
ووفقًا للصحيفة الأميركية، فقد أجرى الجعبري لقاءات عديدة خلال الأشهر الماضية مع وزير الاقتصاد الإسرائيلي ورئيس بلدية القدس سابقًا نير بركات. وبحسب الصحيفة فقد وقّع الجعبري وأربعة شيوخ كبار آخرين من الخليل (لم تذكر الصحيفة أسماءهم) على رسالة يتعهّدون فيها بـ"السلام" وفق خطّة تم تقديمها للوزير بركات. وتنصّ الخطة على انفصال الخليل عن السلطة الفلسطينية، وإقامة إمارة خاصة بها، والانضمام إلى اتفاقات التطبيع التي وقّعتها إسرائيل مع عدد من الدول العربية.
وقد لاقت هذه التصريحات موجة انتقادات طاولت عشائر الخليل، واتهامات بالتواطؤ ما دفع عائلة الجعبري إلى إصدار بيان وقع عليه وجهاء العائلة، أكّدوا فيه "أن العائلة في الخليل وكل أماكن وجودها في الداخل والخارج مع التزامها بالثوابت الإسلامية والوطنية وحقوق شعبنا في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على كامل ترابنا الوطني".
وقال نافذ الجعبري عضو الهيئة الرئاسية العليا لشؤون العشائر في الضفة الغربية، وأحد ممثلي عائلة الجعبري في حديث مع "العربي الجديد" إن الهدف من التصريحات التي نُشرت مؤخرًا، والتي تتحدث عن إقامة "إمارة" في الخليل، هو استهداف مباشر لعائلات الخليل وتشويه لصورتها الوطنية.
وأوضح الجعبري أن الشخص الذي ظهر في التقرير يحمل هوية إسرائيلية ويقيم في القدس، وليس من الضفة الغربية، ولا يُعرف لدى أبناء العائلة، مؤكدًا أن اسمه استُخدم عمدًا لأغراض مشبوهة. وأضاف الجعبري، أن هذا الشخص (وديع الجعبري) لم يكن وحده، بل كان برفقة أربعة آخرين معروفين لدى مؤسسات الخليل ومن خلفهم 17 فردا آخرون لكن لم يفصحوا عن هويّاتهم، ولم تُذكر أسماؤهم في التقرير الأميركي، مشيرًا إلى أن بعضهم ينتمي لعائلات من القدس والخليل، والعائلة قررت في هذه المرحلة عدم الكشف عن هوياتهم، لكنهم باتوا معروفين لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي عليها إجراء تحقيق في القضية.
وشدد الجعبري على أن موقف العائلة كان واضحًا وحازمًا، ويتمثل في التمسك بالشرعية الفلسطينية، والوقوف إلى جانب السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية، والتأكيد على منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، مضيفًا أن ما ورد في التقرير من تصريحات يُعد تمهيدًا لفوضى أمنية، "ونحن نرفض ذلك جملةً وتفصيلًا".
وأوضح الجعبري أن استخدام اسم العائلة في التقرير لم يكن عبثيًا، بل محاولة لاستهداف جميع المكونات العشائرية بالخليل، وبهدف استفزاز المكون الاجتماعي الوطني في المحافظة، مؤكدًا أن الرد العائلي جاء صارمًا، وحظي بتأييد واسع من مختلف عائلات المدينة التي عبرت عن رفضها لأي مساس بالنسيج الوطني والاجتماعي.
وأكد الجعبري أن محافظة الخليل، كبرى محافظات الوطن، لن تكون ساحة لتجارب مشبوهة، ولا يمكن القبول بأن يكون شخص غير معروف، لا يحمل حتى شهادة الثانوية العامة، هو من يتصدر مشهدًا كهذا يهدد وحدة المجتمع واستقراره.
وقال الجعبري: "حتى أجهزة المخابرات الإسرائيلية لا تؤيد هذا النوع من الطروحات، لأنها تقود إلى فلتان أمني قد يخرج عن سيطرة الجميع، وهو أمر مرفوض ليس فقط من عائلة الجعبري، بل من جميع أهالي مدينة الخليل". وأوضح أن البيان الصادر عن العائلة لم يكن فقط تبرؤًا من الفعل، بل يؤكد أن الشخص ذاته يمثل نفسه فقط، وبات خارجًا عن الأعراف العشائرية، وخارجًا عن الإطار العائلي والاجتماعي، موضحًا أن الشخص المذكور أبلغ العائلة بأنه لا يمثل إلا نفسه، وقد جاء الردّ واضحًا: "أنت تمثل نفسك فقط، ونحن براء من أقوالك وأفعالك".
ولفت الجعبري إلى أن محافظ الخليل، وقادة الأجهزة الأمنية، والمستوى السياسي الرسمي الفلسطيني والمكونات الفصائلية أجروا اتصالات مع العائلة أكّدوا فيها أن بيان العائلة يعكس الموقف العام حول تصريحات المدعو وديع الجعبري.

Related News
