تعرض طاقم صحافي تابع لمؤسسة دويتشه فيله الألمانية، أول من أمس الجمعة، لاعتداء بالحجارة من قبل مستوطنين إسرائيليين في بلدة سنجل شمال رام الله في الضفة الغربية المحتلة، وفق ما أوردته المؤسسة على موقعها الرسمي أمس السبت. وأكدت أن المصور والمراسلة تمكنا من الفرار من دون أن يصابا بأذى، فيما لحقت أضرار جسيمة بسيارة المصور.

وأدان المدير العام لـ"دويتشه فيله"، بيتر ليمبورغ، الاعتداء، قائلاً في بيان إن "المؤسسة تدين الهجوم على زميلينا اللذين توجّها إلى سنجل لتغطية احتجاج مخطط له ضد عنف المستوطنين. نشعر بالارتياح لعدم تعرضهما لإصابات، وتمكنهما من الوصول إلى بر الأمان". وشدد ليمبورغ على أنه "لا يوجد أي مبرر لهذا الهجوم"، مطالباً الحكومة الإسرائيلية بـ"ضمان سلامة جميع الصحافيين في الضفة الغربية"، ومؤكداً أن "حرية الصحافة ركيزة أساسية لا غنى عنها في أي ديمقراطية".

من جهته، وصف سفير ألمانيا لدى إسرائيل، ستيفن زايبرت، التقارير حول الهجوم بأنها "مقلقة للغاية"، وغرّد قائلاً: التقارير عن اعتداء عنيف من قبل مستوطنين على صحافيين دوليين، بينهم مراسل ألماني، مقلقة للغاية. يجب ضمان حرية الصحافة وسلامة الصحافيين. وفي ظل التصاعد المستمر لعنف المستوطنين المتطرفين، فإن عمل الصحافيين بالغ الأهمية".

Reports about violent settler attack on international journalists, including a German correspondent, are extremely worrying. The freedom of press and the safety of journalists must be guaranteed. In view of the continuous rise in extremist settler violence their work is essential

— Steffen Seibert (@GerAmbTLV) July 5, 2025

في خلفية الاعتداء، تقع بؤرة استيطانية صغيرة على خربة التل الأثرية في أراضي سنجل، لا يتجاوز عدد المستوطنين فيها عادة 20 شخصاً. غير أن عددهم قارب المائة يوم الجمعة، ما يوحي بأنهم كانوا بانتظار وصول الأهالي إلى المكان. واندلعت مواجهات بالحجارة على أطراف الخربة بين الأهالي والمستوطنين، حيث شوهد المستوطنون يتحركون جماعياً وهم يغطون وجوههم.

وتمكن أهالي البلدة من إحراق أجزاء من الأعشاب الجافة حول المنطقة، واقتربوا من البؤرة، لكن وصول عدد من جيبات الاحتلال شكل دافعاً للمستوطنين للاستقواء بالجيش، وشنّ هجوم على الأهالي وعدد من الصحافيين الذين تواجدوا لتغطية الاحتجاجات.