
"المواعدة عبر الإنترنت فاشلة". هذه العبارة تتردد بشكل متزايد بين مستخدمي تطبيقات المواعدة عبر الإنترنت بسبب فشلهم في العثور على الشريك المناسب من دون معرفة السبب. لكن خبير التكنولوجيا والكاتب المتخصص في الآثار الاجتماعية للتكنولوجيا، الألماني توماس كولر، يقول إنه اكتشف السبب في فشل الكثيرين من مستخدمي هذه التطبيقات في العثور على الشركاء المناسبين الذين يبحثون عنهم.
ويقول كولر إن نموذج عمل هذه التطبيقات نفسها مصمم بحيث لا يصل المستخدم إلى شريك بسهولة، لأن وصوله إلى شريك والتواصل معه يعنيان توقفه عن استخدام التطبيق ومعه شريكه، وبالتالي يخسر التطبيق مستخدمين اثنين ويفقد المزيد من الزيارات والمشتركين. ويضيف كولر: "هنا يكمن تناقض جوهري: التطبيق الذي يدّعي المساعدة في العثور على شريك هو الأكثر استفادة من أولئك الذين لا ينجحون" في العثور على الشريك.
ووفقاً لكولر، مؤلف كتاب جديد عن المواعدة عبر الإنترنت باللغة الألمانية، إن جميع التطبيقات الشائعة تعاني من عيب في التصميم، إذ "إنها تختصر اللقاءات في المظهر ومعايير سطحية مثل العمر والموقع والطول، فيما لا تهتم بالسمات الأكثر أهمية والتي لا يمكن تجسيدها عبر الإنترنت مثل الذكاء ومستوى التعليم والكاريزما والفكاهة والتسامح". ويقول كولر إن هذا يؤدي إلى تنافسٍ سطحي، حيث غالباً ما يكسب من يُجمّلون الواقع بوقاحة.
إرهاق تطبيقات المواعدة
كما ركّز الباحثون أخيراً على خطر ما يُسمى بالإرهاق الناتج عن المواعدة الإلكترونية. ورغم أنه ليس مرضاً مستقلاً، إلا أنه يتجلى في أعراض مثل الإرهاق العاطفي والتشكك وانخفاض الأداء، كما كتبت عالمة النفس، ويرا أريتز، عام 2024 في مجلة علم نفس الأعمال والإعلام.
وهناك ظاهرة مختلفة تماماً تتمثل في ظهور أنماط تسيس في تطبيقات المواعدة اليوم. ويقول كولر تعليقاً على علاقة السياسة والمواعدة: "لطالما كانت السياسة موضوعاً بالغ الأهمية في عالم المواعدة. تتيح تطبيقات عدة الآن خيار تحديد التوجه السياسي. من المفيد استخدام هذه الميزة والاطلاع على آراء الشركاء المحتملين. هذا قد يُجنّبك خيبة الأمل، فالاستقطاب المتزايد في مجتمعنا لا يقتصر على العلاقات".
(أسوشييتد برس)

Related News
