اعتقلت الشرطة البريطانية، اليوم السبت، أكثر من 20 شخصًا خلال احتجاجات سلمية في وسط لندن خرجت للتعبير عن دعمها حركة "بالستاين أكشن" المؤيدة لفلسطين، وذلك بعد ساعات من إدراج الحكومة البريطانية الحركة في قائمة الجماعات "الإرهابية" بموجب قوانين مكافحة الإرهاب المثيرة للجدل.

وجاءت التظاهرة، التي نُظمت في ساحة البرلمان، عقب قرار الحكومة حظر "بالستاين أكشن"، وهي جماعة اشتهرت بتنظيم احتجاجات غير عنيفة استهدفت شركات بريطانية متورطة في تسليح جيش الاحتلال الإسرائيلي أو دعم انتهاكاته ضد الفلسطينيين. وخسرت الحركة، مساء الجمعة، معركة قضائية أخيرة لمنع سريان الحظر الذي دخل حيز التنفيذ منتصف الليل.

وأكد النشطاء ومؤيدوهم أن "بالستاين أكشن" حركة سلمية تدعو إلى التظاهر وسيلةً للاحتجاج على جرائم الحرب الإسرائيلية ودعم الحكومة البريطانية لها، واعتبروا قرار الحظر انتكاسة خطيرة لحرية التعبير في المملكة المتحدة، ووصفوه بأنه "سلطوي" ويستهدف التضامن الشعبي مع القضية الفلسطينية.

ورفع المحتجون لافتات كُتب عليها: "أنا أعارض الإبادة الجماعية. أنا أؤيد بالستاين أكشن"، فيما طوقت الشرطة مكان التجمع قرب تمثال المهاتما غاندي. وأفاد شهود عيان بأن عناصر الشرطة اقتادوا عدداً من المتظاهرين بعيدًا، فيما شوهدت امرأة مكبلة اليدين ممددة على الأرض قبل أن يُحملها عناصر الشرطة إلى عربة الاعتقال.

وقالت شرطة العاصمة في بيان مقتضب: "بالستاين أكشن جماعة محظورة، وسيتدخل الضباط عند ارتكاب جرائم جنائية". ويمنح تصنيف الحركة "محظورةً" بموجب قانون الإرهاب لعام 2000 السلطات صلاحيات واسعة، حيث يُعد الانتماء إليها أو دعم أنشطتها جريمة يُعاقب عليها بالسجن مدة تصل إلى 14 عامًا.

ويأتي هذا التصعيد بينما تواجه بريطانيا انتقادات متزايدة من منظمات حقوقية دولية اعتبرت الخطوة محاولة لتقييد حرية التعبير والحد من الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين، في وقت يتواصل فيه القصف الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة منذ أشهر، ما أسفر عن سقوط عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم من المدنيين.

(أسوشييتد برس، العربي الجديد)