حملة تتجاوز الجغرافيا وتُدار بآلة دعائية تحليل وسم #كلنا_علي_المعشني
Facts
6 days ago
share
مقدمة:حملة تتجاوز الجغرافيا وتُدار بآلة دعائيةفي نهاية يونيو 2025، شهدت منصة "إكس" حملة رقمية كبيرة تحت وسم #كلنا_علي_المعشني، الذي انطلق في ظاهره كحملة تضامن مع الكاتب والمفكر العُماني علي المعشني، إثر تصريح مثير للجدل أثار موجة انتقادات واسعة. لكن اللافت في هذه الحملة أنها لم تنطلق من عمان أو السعودية، بل تصدرت اليمن قائمة الدول من حيث عدد التغريدات والتفاعل حول الوسم، تلتها السعودية، ثم عمان، والعراق ولبنان.هذه المفارقة الجغرافية تعكس توظيفًا رقميًا مخططًا للحملة، مرتبطًا بمحور إقليمي تسانده إيران، حيث لعبت حسابات وهمية ومجهولة دورًا رئيسيًا في ضخ المحتوى التعبوي وتحويل حملة تضامن إلى ساحة تحريض واستقطاب سياسي.خلفية التصريح وجدلية الانفجار الرقميبدأ الجدل بعد تداول واسع لمقطع يظهر فيه علي المعشني يدلي بتصريح مثير مفاده أن "إيران قادرة على احتلال الكعبة بتفاهم مع الولايات المتحدة". وأثار هذا التصريح ردود فعل غاضبة واتهامات بالتحريض والمساس بالمقدسات الإسلامية، ما أثار موجة من الانتقادات على منصة "إكس" ضمن وسم #علي_المعشنيرد فعل مؤيدين المعشني أطلق حملة تضامن عبر الوسم #كلنا_علي_المعشني، لكنها سرعان ما تحولت إلى معركة رقمية حادة بين مؤيدين ومعارضين، ترافق ذلك مع دخول مجموعات حسابات تنظيمية من المحور الإيراني لاستغلال الحدث في خطاب تعبوي وسياسي.🎯 سياق الحملة وتحولها من تضامن إلى تحريضحملة #كلنا_علي_المعشني لم تكن عفوية، بل جاءت عبر تنسيق رقمي واضح، حسب التحليل المستند إلى بيانات أداة  Meltwater  وأدوات تحليل المحتوى Python وTF-IDF، ومنهجيات تحليل الشبكات.احتوت الحملة على خطاب كراهية وتحريض ممنهج، تجاوز التعبير المشروع، مستهدفة منتقدي المعشني بلغة إقصائية وشيطنة، واعتمدت على حسابات محورية أعادت تدوير الرسائل التعبوية التحريضية، ما يؤكد وجود إدارة منظمة للزخم الرقمي.أولًا: السياق الزمني والذروةأظهر التحليل الزمني المستند إلى بيانات منصة Meltwater وأدوات Python أن الحملة الرقمية  بدأت فعليًا في 29 يونيو 2025، وسجلت ذروة نشاطها بين 10 صباحًا و1 ظهرًا، حيث ضخّ نحو 60% من التغريدات خلال أقل من 6 ساعات، وهو ما يعكس دفعًا منسقًا ومركّزًا وليس انتشارًا عضويًا تدريجيًا.ثانيًا: الوصول والتكوين البنيوي للحسابات المشاركةمن خلال التحليل الذي اعتمد على أداة تحليل البيانات Meltwater  تجاوز إجمالي وصول الحملة 69.2 مليون مستخدم، بمعدل يومي 9.88 مليون ، وهو رقم استثنائي لحملة قصيرة المدى ، في الوقت الذي أظهر المنحنى الزمني أن ذروة الحملة وقعت في 28 يونيو، مع تصاعد حاد في نسبة التفاعل مقارنة بالأيام السابقة، ما يعكس حالة ضخ رقمي مركّز خلال فترة زمنية قصيرة. و شارك في الحملة أكثر من 7,800 حساب ، لكنها لم تكن تركيبة عضوية، إذ شكّلت الحسابات التعبوية (السياسية الحادة) 35% من التفاعل.الحسابات الوهمية والمجهولة كانت الأكثر نشاطًا في إعادة النشر، مما يعزز فرضية وجود تنسيق وكتائب إلكترونية لتضخيم الحملة.ثالثًا: تحليل بنية النشر (CIB)النشر جاء على شكل تدفق منسّق لحسابات تنشر تغريدات متشابهة في توقيتات متقاربة، مع نصوص متكررة مع تغييرات طفيفة.حيث أظهر تتبع النمط الزمني والمضموني للنشر أن الحملة لم تعتمد على تفاعل عفوي أو متنوع في المحتوى، بل بدت أشبه بتدفق منسّق تقوده مجموعات من الحسابات التي نشرت تغريدات متشابهة في توقيتات متقاربة. وقد رُصد سلوك يُطابق خصائص ما يُعرف بـ"السلوك غير الأصيل المنسّق" (CIB)، من خلال تكرار نصوص موحّدة أو شبه متطابقة، مع تغييرات طفيفة في الصياغة، ما يشير إلى وجود تنسيق خلف الكواليس يستهدف تضخيم الرسالة عبر التكرار وتعدد الجهات الظاهرة.رابعًا: تحليل نوع المحتوى والوسومأظهر التحليل النوعي للمحتوى المنشور أن الحملة الرقمية تنوّعت في أساليب النشر،  إذ توزعت الحملة بين 34% تغريدات أصلية، 41% إعادة تغريد، 15% اقتباسات، و10% ردود. ويعكس هذا التوزيع اعتماد الحملة بدرجة رئيسية على إعادة تدوير المحتوى أكثر من إنتاج محتوى جديد. كما هيمن الوسم #كلنا_علي_المعشني على أكثر من 85% من التغريدات، في حين ظهر وسم #المعشني_يمثلنا ووسم #صوت_الأمة بنسب لافتة أيضًا. وتركّز مضمون المنشورات بشكل رئيسي على رسائل تضامنية وتعبوية، غير أن نسبة منها اتجهت إلى مهاجمة جهات إعلامية وناشطين اعتُبروا خصومًا للحملة.خامسًا: تحليل الاقتباسات والردودكشف تحليل التفاعلات التوسعية للحملة أن61%  من الاقتباسات جاءت بصيغة هجومية أو ساخرة، مقابل 29% تضامن مباشر، و10% حيادية. أما الردود فكانت 45% سلبية ساخرة، و38% مؤيدة، و17% دون موقف واضح، مما يدل على انقسام واضح في المزاج الرقمي. هذا التباين يشير إلى أن الحملة لم تكن محط إجماع رقمي، بل أثارت جدلًا واستقطابًا واضحًا في فضاء النقاش العام.سادسًا: تحليل العواطف والمشاعريُظهر تحليل النبرة العاطفية للحملة، باستخدام أدوات تحليل المشاعر (Sentiment Analysis)، أن الخطاب المصاحب لوسم #كلنا_علي_المعشني كان بالغ الشحنة والتوتر. من بين أكثر من 16 ألف منشور تم تحليلها، سادت المشاعر السلبية بنسبة 46.7%، وهي نسبة تعكس حجم الغضب أو الهجوم الموجّه في سياق الحملة، سواء تجاه خصوم المعشني أو كجزء من التعبئة الجماعية. في المقابل، مثّلت المنشورات ذات الطابع المحايد 32.4%، بينما لم تتجاوز المنشورات الإيجابية، التي حملت عبارات دعم مباشر، نسبة 20.9%. هذا التوزيع العاطفي يشير إلى أن الحملة لم تقتصر على التعبير عن التعاطف، بل اتخذت منحى استقطابيًا شديد اللهجة، لعب فيه الانفعال الجمعي دورًا محوريًا في تشكيل الخطاب العام.سابعًا: التوزيع الجغرافيفي مفارقة لافتة تصدّرت اليمن قائمة الدول من حيث حجم التفاعل بـ1,630 منشورًا، تليها السعودية بـ1,440 منشورًا، في حين جاءت سلطنة عمان – وهي بلد علي المعشني ومحل انتمائه المباشر – في المرتبة الثالثة فقط بـ673 منشورًا تلاها العراق ب 174 منشورا. وتُظهر هذه الأرقام أن الزخم الرقمي للحملة لم ينبثق من الدائرة الجغرافية الأقرب للمعشني، بل انطلق بشكل رئيسي من اليمن، عبر شبكة من الحسابات الوهمية والمتكررة التي قادت النشر بكثافة في توقيتات متزامنة، ما يعزز فرضية التوجيه المنسّق للحملة من خارج النطاق المحلي العُماني. كما برز حضور أقل لحسابات من الولايات المتحدة وبريطانيا ولبنان، ضمن تفاعل الجاليات والمنصات السياسية الإقليمية.ثامنًا: سحابة الكلمات والكيانات الأبرزالخطاب حمل رموزًا وانقسامات واضحة، مع كلمات مثل "علي المعشني"، "يمثلنا"، "الخيانة"، و"صوت الأمة". برزت شخصيات سياسية وإعلامية مرتبطة بالحوثيين مثل عبدالسلام جحاف، الذي يستخدم شبكات حسابات وهمية لتعزيز تأثيره الرقمي.أنيس منصور، عبدالغني الزبيدي، والحُمري، كانوا أيضًا فاعلين في نشر الخطاب التعبوي المرتبط بالحملة.ويكشف هذا التكرار اللغوي والاستخدام المكثف للمصطلحات السياسية المستقطبة، أن الحملة لم تكن مجرد تفاعل فردي، بل جزء من منظومة رسائل منظمة تستثمر لحظة الجدل لتوسيع رقعة خطاب سياسي تعبوي..تاسعًا: أبرز الحسابات المحوريةتمركزت قيادة التفاعل حول حسابات محددة بنمط مكثف ومتزامن، من بينها @huseinalfdl (117 تغريدة)، @3zz__zz3، @tarek_jaber_lb، و@salem_suqatri، إلى جانب حسابات داعمة عديدة تُعيد تدوير الرسائل التعبوية، وتشكل "عقودًا رقمية" تنسق الرسائل لتوسيع نطاق الانتشار بسرعة.وقد أظهر هذا التركّز أن الحملة اعتمدت على ما يشبه "العقد الرقمية"، أي حسابات قيادية تحرّك الرسائل وتعيد توزيعها من خلال شبكات دعم متصلة، وهي سمة أساسية في الحملات الموجّهة التي تسعى لإنتاج أثر تراكمي سريع خلال وقت قصير.الاستنتاج العامحملة #كلنا_علي_المعشني ليست حملة تضامن عفوية، بل نموذج لحملة موجهة ومُدارة بتنسيق عالي، استخدمت حسابات وهمية لتنظيم خطاب تعبوي حاد واستقطابي، مع توزيع جغرافي يؤكد ارتباطًا بمحور إقليمي يدعم إيران. ويبرز هذا التحليل الحاجة إلى رصد هذه الأنماط ضمن جهود مواجهة التضليل والحملات غير الأصيلة.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows