أردوغان يرجح حصول تركيا على "إف-35" خلال ولاية ترامب
Arab
1 week ago
share

كشف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أنه طلب من نظيره الأميركي، دونالد ترامب، التدخّل لوقف عمليات إطلاق النار على منتظري المساعدات في قطاع غزة في قمة الأطلسي الأخيرة. واعرب أردوغان عن اعتقاده بأن  ترامب سيلتزم بالاتفاق المبرم بين أنقرة وواشنطن بخصوص "مقاتلات إف-35" الأميركية، وسيتم تسليم بلاده المقاتلات خلال فترة ولاية ترامب الحالية. وجاء كلام أردوغان في تصريحات، اليوم السبت، للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية خلال عودته من زيارة رسمية لأذربيجان، حيث شارك في القمة الـ17 لمنظمة التعاون الاقتصادي.

وقال الرئيس التركي، السبت، أنّه طلب من ترامب التدخّل لوقف عمليات إطلاق النار على منتظري المساعدات في قطاع غزة، التي تقول الأمم المتحدة إنّها أسفرت عن مقتل أكثر من 500 شخص، وأشار أردوغان إلى أنه التقى ترامب في قمة حلف شمال الأطلسي، نهاية يونيو/حزيران الماضي، وقال له إنّ "هناك أشخاصاً يُقتلون في طوابير الطعام. يجب أن تتدخّل كي لا يتمّ قتل هؤلاء الأشخاص".

كما أكد أردوغان إن ملف مقاتلات "إف-35" بالنسبة لأنقرة "ليس مجرد قضية متعلقة بالتكنولوجيا العسكرية، بل أيضاً خطوة لتأسيس شراكات قوية في المنصات الدولية وعلى رأسها حلف شمال الأطلسي (ناتو)"، مضيفاً أنه يعتقد بأن ترامب "سيلتزم بالاتفاق الذي أبرمناه وسيتم تسليم تركيا مقاتلات إف-35 بشكل تدريجي خلال فترة ولايته"، مشدداً على أن تركيا تريد امتلاك هذه المقاتلات من أجل أمنها قبل أي شيء آخر. وكانت واشنطن أعلنت، في يوليو/تموز 2019، أنها لن تبيع أنقرة مقاتلات "إف-35" واستبعادها من المشاركة في برنامج تطوير المقاتلات بسبب شراء أنقرة منظومة صوارايخ "إس-400" الروسية، وتحولت هذه القضية لأزمة بين البلدين الأطلسيين من وقتها.

وفي سياق آخر، أشار أردوغان إلى رفض أنقرة القاطع لأي خطط تحاول شرعنة التنظيمات الإرهابية أو امتداداتها في سورية، مشيراً بذلك إلى ملف "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، حيث تطالب تركيا بانخراط "قسد" ضمن الدولة السورية وضمان وحدة الأراضي السورية وتعارض أي مساع لقيام إدارة ذاتية في المناطق التي تسيطر "قسد" عليها في الشمال السوري. مشدداً على أن وحدة الأراضي السورية بالغة الأهمية بالنسبة إلى تركيا، وأن عمليات مثل "درع الفرات" و"غصن الزيتون" و"نبع السلام" كانت من أجل ضمان أمن حدود تركيا وإنهاء حالة عدم الاستقرار في سورية.

وأعرب الرئيس التركي عن اعتقاده بأن الإدارة السورية ستتخذ خطوات أسرع نحو التنمية بعد قرار الولايات المتحدة وأوروبا رفع العقوبات، مشيراً إلى أن عملية إعادة بناء العلاقات بين تركيا وسورية تتقدم بوتيرة متسارعة، وقال: "نطور تعاوننا مع جارتنا في كافة المجالات. نؤمن بأن سورية مستقرة وسلمية وقوية ستعود بالنفع على جيرانها، وستدعم أيضا سلامهم وأمنهم". مؤكداً على دعم تركيا كل ما يساهم في ازدهار مستقبل سورية ويعزز السلام والاستقرار.

وأوضح الرئيس التركي إمكانية تطبيق نماذج مثل مناطق التجارة الحرة والقواعد اللوجستية، والأسواق الحدودية في شمال سورية، مضيفاً: "نقدم كل الدعم الممكن لضمان تحييد الإرهاب بشكل كامل من الأراضي السورية، والقضاء على كافة العناصر المسلحة، وبسط سيطرة الجيش السوري وحده على كامل الأراضي السورية"، وأردف أن "السلام والاستقرار الدائمين في سورية يصبان في مصلحتنا أيضاً، ومن يسعى لعرقلة ذلك سيجد تركيا في مواجهته"، وبين أردوغان أن بلاده ستقيم الفرص التي من شأنها تعزيز التنمية الاقتصادية وسيراعون مصالح تركيا العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية.

ولفت إلى أن الرئيس السوري أحمد الشرع ليس لديه موقف سلبي تجاه التواصل مع الولايات المتحدة ورفع العقوبات، وأن نهجه إيجابي بهذا الخصوص. ونقل الرئيس التركي عن نظيره إلهام علييف استعداد أذربيجان لتقديم كل أنواع الدعم لسورية فيما يتعلق بالغاز الطبيعي، قائلاً: "من المهم جداً أن يطرح إلهام علييف مثل هذه البادرة".

وعن الأوضاع في غزة أشار الرئيس التركي إلى أنّ خروقات إسرائيل المتكررة لاتفاقات وقف إطلاق النار لم تحقق هدوءاً دائماً في المنطقة، وقال: "نعمل هذه المرة لتجنب تكرار الأمر نفسه"، وأضاف أردوغان: "وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل فتح الباب لخطوة مشابهة في غزة أيضاً، وحماس أظهرت مراراً حسن نيتها في هذا الشأن".

وعلى صعيد آخر، شدد الرئيس التركي على أن ممر "زنغزور" الواصل بين أذربيجان وتركيا مروراً بأرمينيا وجمهورية نخجوان ذاتية الحكم، سيجلب فرصاً جديدة ليس لأذربيجان فقط بل لكل المنطقة، وأضاف: "نعتبر هذا الممر جزءاً من ثورة جيواقتصادية"، مشيراً إلى أن أرمينيا ورغم معارضتها في البداية لمشروع ممر زنغزور إلا أنها تظهر الآن نهجاً أكثر مرونة للمشاركة في التكامل الاقتصادي. وفي ما يتعلق بالخلافات القائمة بين أذربيجان وروسيا، قال أردوغان إن بلاده تربطها علاقات دبلوماسية واستراتيجية عميقة مع موسكو وباكو، لافتاً إلى أن أنقرة تتابع التوتر بين البلدين عن كثب وتدعو إلى ضبط النفس، ومعرباً عن أمله في ألا تتسبب الأحداث المؤسفة بينهما في "أضرار بالعلاقات لا يمكن إصلاحها".

(الأناضول، فرانس برس، العربي الجديد)

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows