
رحلت، اليوم الجمعة، الممثلة الإماراتية رزيقة الطارش (1954 - 2025). بدأت الفنانة مشوارها المهني في سن مبكّرة، إذ ظهرت لأول مرة عام 1964 وهي في التاسعة من عمرها ضمن برنامج أطفال "أبو سعد وأم سعد". بعد ذلك، شاركت في تسجيل روايات قصيرة، وبدت ميولها واضحة للإذاعة. في عام 1969، التحقت بإذاعة أبوظبي، وكانت أول مذيعة إماراتية، ليضعها ذلك الانتقال في طليعة الإعلام الإماراتي حينها.
بين عامَي 1969 و1979، دخلت مجال التمثيل المسرحي وشاركت في عدد من الأعمال على الخشبة، من بينها "الله يالدنيا" و"الصبر زين" و"تب الأول تحول". في عام 1976، تحولت إلى الشاشة الصغيرة عبر مسلسلات "الشقيقان" و"أشحفان" و"الغوص"، وكان ظهورها في "أشحفان" محطة مهمة في حياتها المهنية، إذ مثلت شخصية بقي أثرها في وجدان الجمهور الخليجي.
في الخمسين عاماً التالية، شاركت في نحو أربعين عملاً درامياً بين المسلسلات الاجتماعية والكوميدية، من أبرزها "حظ يا نصيب"، و"حاير طاير"، و"طماشة"، و"سعيد الحظ"، و"القياضة". في أكثر من عمل، كوّنت ثنائيات درامية مع الممثل جابر نغموش، وحازت على تجاوب واضح من الجمهور.
شاركت رزيقة الطارش في ثلاثة أفلام قصيرة إماراتية، هي "عقاب"، و"الخطبة"، و"ظل". كذلك، أعدت نصوصاً لأعمال تلفزيونية، مثل "ناعمة ونعيمة"، وكتبت نصوصاً لمسلسلات أخرى مثل "عذاب الضمير" و"عتيجة وعتيج".
على مدار أربعة عقود، امتدت مساهمتها إلى ساحات مسرح الشارقة الوطني والإذاعة المرئية، إذ غرست قضايا اجتماعية من البيئة الإماراتية في برامج تفاعلية، بينها برنامج "هموم الناس" في الفترة بين عامَي 1985 و1995. شملت تجربتها الانتقال من الأداء على الهواء إلى الإخراج والكتابة، مدعومة بدراسة في كتابة السيناريو والإخراج من القاهرة.
في السنوات الأخيرة، كرّمتها مؤسّسات عدّة على دورها الإعلامي والفني. شمل التكريم جائزة "شخصية العام المسرحية" ضمن مهرجان دبي لمسرح الشباب عام 2024، ونالت وسام الثقافة من وزارة الثقافة. مسيرة رزيقة الطارش تمثل مساهمة فعلية في تاريخ الدراما الإماراتية، سرت عبر الإذاعة والمسرح والتلفزيون والسينما، ووضعت لبنات في بداية هذه الصناعة محلياً، وظلّت تصل أعمالها إلى الجمهور الخليجي سنوات طويلة بعد انطلاقها.
