
نشب نقاش محتدم، مساء أمس الخميس، في جلسة أمنية دعا إليها رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بمشاركة رئيس هيئة الأركان إيال زامير وعدد من الوزراء. وذكرت القناة 13 العبرية مساء اليوم الجمعة، أنّ الجلسة اتّسمت بالصراخ وارتفاع نبرة الحديث، في ظل النقاش حول الخطوات التالية في قطاع غزة، في حال لم يجرِ التوصل إلى صفقة.
وقال زامير لرئيس الحكومة والوزراء خلال الجلسة إن "الجيش الإسرائيلي لا يمكنه السيطرة على مليونَي شخص"، في إشارة إلى سكان قطاع غزة، وهي الجملة التي أغضبت نتنياهو بشدة. ووفقاً لعدة مصادر، لم تسمّها القناة، صرخ رئيس الوزراء في وجه زامير، وأضاف أن "حصار غزة هو وسيلة فعالة، لأن الاحتلال الكامل للقطاع سيعرّض حياة الجنود والمختطفين (المحتجزين الإسرائيليين في غزة) للخطر".
وشهدت الجلسة مواجهة أخرى بين وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ومدير عام وزارة الأمن، أمير برعام، على خلفية النزاع حول تحويل ميزانية إضافية للمؤسّسة الأمنية، وهو ما ترفضه وزارة المالية رغم مطالبة وزارة الأمن بها. وقال سموتريتش لبرعام: "توقّف عن لمزي. أنا أعلم أنك تسرب معلومات ضدي".
وتنضم هاتان الحالتان إلى توترات أخرى سادت جلسات عدّة لمسؤولين إسرائيليين في الآونة الأخيرة. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، شهدت جلسة للمجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت)، نقاشات محتدمة في ظل المحادثات الجارية بشأن صفقة جديدة مع حركة حماس، إذ أعرب رئيس الأركان زامير عن غضبه من أداء المستوى السياسي في ما يتعلّق بالمحتجزين الذين لا يزالون في الأسر في قطاع غزة.
وبحسب ذات القناة، تمحور الخلاف خلال الجلسة أساساً، حول ما الذي يجب أن تفعله إسرائيل من أجل المحتجزين، وإلى أي مدى تُعتبر إعادتهم إلى الديار أولوية قصوى. وخلال النقاش، وجّه رئيس الأركان كلامه إلى سموتريتش قائلاً بنبرة حادة: "أنت لا تقول كلمة واحدة عن المختطفين". ورد عليه الوزير "أنت تطلب مني أن أقول بجرأة إنني أتنازل عن المختطفين، لكنّني أقول لك: قل أنت بجرأة إنك تتنازل عن النصر والحسم في الحرب. قل إنّ الجيش غير قادر على تنفيذ المهمة التي أُعطيت له".
وأضاف سموتريتش لاحقاً: "لم أقل إنني لست مستعداً للإفراج عن المختطفين، لكنّني لست مستعداً لأن نُخضع الحرب بأكملها لهذا الموضوع. هل ضحّى جنود بأرواحهم لسكب الماء على نار حماس؟"، في إشارة إلى عدم الحسم أمام حركة المقاومة وربما إضعافها فقط. وبدت هذه العبارة للحاضرين في الغرفة وكأنها تعني أن جنود الاحتلال سقطوا عبثاً. ورداً على ذلك، لم يبقَ رئيس الأركان صامتاً وأجاب وزير المالية: "أنت تقول إن دم الجنود سُفك عبثاً؟ هذا خطير جداً".
وتدخل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، مهاجماً بدروه رئيس الأركان وممثلي الجيش الإسرائيلي في الجلسة، قائلاً "نحن لا نفكر أبداً ما هو الثمن (لإبرام صفقة)، ما هو ثمن إنقاذ عشر أرواح"، وأضاف: "كم جندياً سنفقد إذا توجهنا لصفقة لمدة شهرين؟".
ورد رئيس الأركان، الذي يرى في هذه المرحلة أن استعادة المحتجزين أكثر إلحاحاً من تعميق العملية العسكرية، قائلاً للوزراء: "لا مشكلة، إذاً احذفوا هدف استعادة المختطفين من أهداف الحرب".

Related News
