أعلنت الخطوط الجوية الجزائرية الوطنية، يوم الخميس، إبرام صفقة لاقتناء 16 طائرة صغيرة الحجم، مخصصة لشركة نقل جوي جديدة تتبع للشركة الأم، ستتولى حصريًا تسيير الخطوط الداخلية في البلاد. وقد تم توقيع الاتفاقية مع مصنع الطائرات الإقليميّة من طراز "ATR"، لاقتناء الطائرات التي ستعزز أسطول الشركة الجديدة، التي تم إطلاقها رسميًا اليوم، بعد أسبوع واحد فقط من استحواذ الخطوط الجوية الجزائرية على شركة "طاسيلي للطيران"، التي كانت سابقًا تابعة لشركة "سوناطراك" للمحروقات، وتم تحويل تبعيتها رسميًا إلى الخطوط الجوية الجزائرية.

وخلال مراسم الإعلان، صرح وزير النقل الجزائري، سعيد سعيود، بأن الطائرات الجديدة ستُسلّم تدريجيًا ابتداءً من عام 2026، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تندرج في إطار جهود الحكومة لإعادة هيكلة قطاع النقل الجوي الوطني، وتحديث أسطول الخطوط الجوية الجزائرية. وأوضح الوزير أنه يجري التفاوض حاليًا على اقتناء طائرتين من الحجم الكبير، سيتم استلامهما في غضون الأشهر المقبلة، كما سيتم استئجار ثماني طائرات إضافية من طرف الخطوط الجوية الجزائرية لتغطية العجز الحالي في الأسطول.

من جانبه، أكد المدير العام في الخطوط الجوية الجزائرية حمزة حمودة أن هذه الخطوة تأتي ضمن "خطة دعم استثمارية طموحة تهدف إلى تعزيز الأسطول المخصص للخطوط الداخلية، وتمهد لمرحلة توسع حقيقية في شبكة الرحلات الجوية داخل البلاد".

وفي السياق ذاته، قال ألكسيس فيدال، نائب رئيس شركة "ATR" الأوروبية المصنعة للطائرات، إن الطائرات الجديدة ستتميز بتحسينات كبيرة على مستوى المحركات وأنظمة القيادة ووسائل الراحة على متن الطائرة، مضيفًا: "هذه الصفقة تضع الجزائر ضمن أبرز مشغلي طائرات ATR في العالم، كما أن الخطوط الجوية الجزائرية أصبحت شريكًا استراتيجيًا لنا على مستوى القارة الأفريقية".

وتعود فكرة إنشاء شركة جديدة متخصصة في النقل الجوي الداخلي إلى قرار اتخذته الحكومة الجزائرية منتصف شهر مارس/آذار الماضي، ويقضي بفصل تسيير الخطوط الداخلية عن الشركة الأم، بهدف تخفيف الأعباء عنها وتمكينها من التركيز على تطوير شبكة النقل الخارجي، واستعادة موقعها التنافسي في السوق الدولية. ويُعزى هذا القرار إلى عدة عوامل، أبرزها الصعوبات التي واجهتها الخطوط الجوية الجزائرية في إدارة كل من الشبكتين الداخلية والدولية في آنٍ واحد، إلى جانب رغبة السلطات في تنشيط حركة النقل الجوي عبر شبكة المطارات الداخلية التي يبلغ عددها 36 مطارًا، والتي لم تُستغل بالشكل الأمثل خلال السنوات الماضية.