ندّد آلاف المغاربة، في وقفات احتجاجية نظمت عقب صلاة الجمعة، في أنحاء مختلفة من البلاد، بحرب الإبادة المستمرّة في قطاع غزة، وبسياسة التجويع الممنهج وما يرافق ذلك من محاولات للتهجير القسري، كما استنكر المشاركون الصمت والتواطؤ الدولي الرسمي تجاه معاناة الفلسطينيين في غزة والضفة.

وجاءت الوقفات الاحتجاجية إثر دعوات وجهتها "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" (غير حكومية)، للانخراط الواسع في الفعاليات تحت شعار"صمتكم يقتلنا". في حين ينتظر تنظيم وقفات مماثلة بعد صلاتَي المغرب والعشاء في عدد من مدن المغرب، ووقفة مركزية أمام مقرّ البرلمان بالعاصمة الرباط بدعوة من "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" (غير حكومية) تحت شعار "مع المقاومة ضدّ حرب الإبادة الجماعية ضد التطبيع".

إلى ذلك، قال الكاتب العام للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، محمد الرياحي الإدريسي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن 63 مدينة مغربية أعلنت خروجها اليوم نصرة لغزة في 100 مظاهرة في إطار "جمعة طوفان الأقصى رقم 83"، ومن المدن التي شهدت عقب صلاة الجمعة الدار البيضاء وفاس ومراكش ومكناس وطنجة وتطوان ووجدة والحسيمة والناظور والجديدة والمحمدية وأكادير وإنزكان وتارودانت وجرسيف وبوعرفة وصفرو وأبي الجعد وبني ملال ووتازة وبركان وزايو والمضيق ومرتيل وآيت ملول وسيدي بنور وأولاد تايمة.

ورفع المشاركون، خلال الوقفات الاحتجاجية، الأعلام الفلسطينية ولافتات تندّد بحرب الإبادة التي يقترفها جيش الاحتلال بحقّ الفلسطينيين في غزة، كما ردّدوا شعارات مطالِبة بوقف الإبادة وإسقاط التطبيع، وأخرى مؤيدة للمقاومة، وعبر المتظاهرون عن غضبهم تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مستهجنين صمت الأنظمة والشعوب العربية على تلك الإبادة، في الوقت الذي يستمر فيه دعم الولايات المتحدة لدولة الاحتلال عسكرياً واقتصادياً وسياسياً.

وقال الكاتب العام للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة إنّ الوقفات الاحتجاجية أمام المساجد تدخل في سياق استمرار فعاليات الدعم والإسناد التي انخرط فيها الشعب المغربي منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتأكيداً للدعم الشعبي المغربي المتواصل للقضية الفلسطينية عامّة ونصرة لأهل غزة خاصّة. وتابع قائلاً: "هي مناسبة لتحية الشعب الفلسطيني ومقاومته على ما قدموه من تضحيات في مواجهة الكيان المجرم المدعوم من قوى الاستكبار العالمي وفي مقدمتها أميركا"، واعتبر الإدريسي أنّ "الهبة التضامنية الشعبية غير المسبوقة التي دشنها الشعب المغربي نصرة لقضية عادلة تؤكد أن المغاربة بكل شرائحهم وهيئاتهم يقفون بجانب الشعب الفلسطيني في هذه المحنة، ويعلن تنديده بالجرائم الوحشية المستمرة التي لا زال يقترفها الكيان الصهيوني المجرم بحق الأبرياء والتي خلفت عشرات الآلاف من الشهداء أغلبهم من الأطفال والنساء".

وبحسب المتحدث ذاته، فإنّ "فعاليات اليوم تؤكد أنّ الشعب المغربي يرتبط ارتباطاً تاريخياً بالقضية الفلسطينية، مضيفاً:" كيف لا وللمغاربة باب بالمسجد الأقصى المبارك وحارة بالقدس الشريف اختلطت فيها الدماء المغربية بالدماء الفلسطينية"، وتابع: "هذه الفعاليات هي كذلك رسالة شجب واستنكار لتخاذل المنتظم الدولي والأنظمة العربية الرسمية التي نعتبرها شريكة في هذه الجرائم"، كما أكد أن فعاليات اليوم "توجه رسالة استنكار للدعم الأميركي المباشر للكيان المجرم الملطخة يداه بدماء الشعب الفلسطيني"، ودعا الحكومة المغربية إلى التراجع عن اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل.

وشدّد على أن الهيئة تؤكد أنها مستمرة في فعاليات الدعم والإسناد في مختلف مدن المغرب، مجدداً رفضه لكل أشكال التقتيل والحصار والاستيطان والاعتقال، وكذلك للاعتداءات التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك من تهويد واقتحامات متتابعة ومنع المصلين وفرض تقسيم زماني ومكاني.

يشار إلى أنّ الاحتجاجات المغربية ضدّ العدوان الإسرائيلي تجدّدت منذ 18 مارس/ آذار الماضي، وشهدت عشرات المدن فعاليات ميدانية تعبّر عن غضب شعبي واسع. ومنذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، لم تتوقف تظاهر التضامن مع فلسطين، إذ باتت الوقفات والمسيرات شبه يومية في مختلف مناطق المغرب، يعلو فيها الصوت الشعبي دعماً للمقاومة ورفضاً للتطبيع.